*الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم :

- هذه القاعدة مشكلة المشكلات هذه الآيام ، لا لأنها مشكلة في نفسها ، ولكن لأن كثيرا من الأصاغر و لابسي ثوب العلم يتكلمون بها ، و من هنا يأتي الشغب و التشويش و الشقاق ، و سأذكر فيها بإذن الله و توفيقه و عونه قولا موجزا يجمع شتات الأمر فأقول :

 الإسلام هو : دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه كما قال تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران : 85 ...

يقول الله : كل من اعتقد دينا غير دين الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن الله لا يقبل منه هذا الدين الذي اعتقده ، و يوم القيامة سيكون خاسرا لآخرته ، لأنه عبد الله بدين لم يقبله ولم يرض به ، فكان خاسرا بذلك عند الله ...

طيب : ما هو الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه ؟ 

و الجواب : الإسلام هو : عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بما جاء به رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ، و على هذا يمكن لنا أن نقرر ما يلي : قاعدة : كل من اعتقد دينا غير دين الإسلام فهو كافر خاسر لآخرته ، وهذا بنص الآية التي ذكرناها ، و علي هذا نقول : الله عزوجل حكم بكفر اليهود و النصارى و المجوس و كفار العرب الذي كان فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيب : أنت لو قلت : هؤلاء ليسوا كفارا ، ماذا يعني ذلك ؟

يعني أنك تكذب الله تعالى وترد كلامه ، تتهم الله أنه كاذب حاشاه !!

ولذلك العلماء يقولون : الذي يمتنع عن تكفير اليهود و النصارى و المجوس عباد النار و كفار العرب عباد الأصنام ، هذا كافر لماذا ؟

لأنه كذب الله و رد كلامه ، هل هذا اجتهاد عالم من العلماء ؟ لا ، هذا بإجماع كل العلماء ، لم يختلف العلماء في ذلك على مر العصور ،

و قد نقل القاضي عياض في كتابه « الشفا بتعريف حقوق المصطفى » ج 3 ص 381 ، إجماع العلماء على كفر من لم يكفر اليهود و النصارى

فقال : "وَلِهَذَا نُكفِّر من لم يُكَفِّر مَنْ دَانَ بِغَيْرِ مِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمِلَلِ أَوْ وَقَفَ فِيهِمْ، أَوْ شَكَّ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ.. وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ وَاعْتَقَدَ إِبْطَالَ كُلِّ مَذْهَبٍ سِوَاهُ.. فَهُوَ كَافِرٌ بِإِظْهَارِهِ مَا أَظْهَرَ مِنْ خِلَافِ ذَلِكَ" ، و ابن تيمية نقل ذلك في الفتاوى ج 3ص 363 ،وقال : "كُفْرُ هَؤُلَاءِ مِمَّا لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ؛ بَلْ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ" ، و الشيخ سليمان بن عبدالله نقل ذلك في « أوثق عرى الإيمان ص 136...

- إذن : من امتنع عن تكفير الكفار الأصليين الذين سماهم الله في كتابه و كفرهم ، هذا كافر مكذب لله و لرسوله و لكتابه بالإجماع ..

- و لذلك نقول : مشيخة الأزهر لما امتنعت عن تكفير النصارى ، و أنكروا كلام الشيخ الضال سالم عبد الجليل ، نقول : كفروا بذلك ، و من امتنع عن تكفيرهم يلحق بهم ، لأنهم مكذبون لله و رسوله و كتابه ، و الذي لا يكفرهم مثلهم ....

خلاصة القول : كل من دان بغير دين الإسلام فهو كافر خاسر لآخرته ، و من امتنع عن تكفيره فهو مكذب لله ولرسوله و كتابه ، لا شك في كفر كل هؤلاء ، و قد نقلت لكم الإجماع على ذلك ، و ذكرت سبب كونه كافرا ، و سبب كون هؤلاء كفارا ، هذا ما يخص الكفار الأصليين ، و نكمل مسألتنا في باقي الأصناف مع المقال القادم بإذن الله ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة