*الناقض الأول : الإشراك بالله في عبادته :
الاستغاثة بالصالحين و الأموات و سؤالهم الشفاعة و الذبح لهم و الطواف بقبورهم كل ذلك شرك أكبر ، لكن ليس هذا كل الشرك ،فباب الشرك واسع جدا ، أقول : و من صور الشرك :
- في عام 2012 كتبت لجنة الدستور المصري دستورا للبلاد تحت رعاية الإخوان المسلمين و الجماعات السلفية و العلماء و المشايخ ، و الناس بمصر وفي مقدمتهم الشيوخ و الدعاة ذهبوا إلى لجان الانتخابات و قالوا : نوافق على هذا الدستور الجاهلي الشركي ، هذه الموافقة هي شرك ورة عن شريعة الله تعالى ، لماذا ؟ لأن من أطاع البشر في التشريع فقد عبدهم من دون الله !! فأنت لما قلت : نعم للدستور ، أنت بذلك جعلت من كتب الدستور شريكا لله في التحليل و التحريم ، يعني جعلته ربا مع الله تعالي ..
- وهذا الأمر تكرر في مصر عام 2013 تقريبا في الدستور الذي وضعته حكومة الطاغوت اليهودي ، و خرج الناس إلى لجان الدستور و قالوا : نعم ، نوافق على هذا الدستور فكفروا بما فعلوه ، هذا يسميه العلماء شرك الطاعة يعني : الموافقة و القبول للقوانين و الدساتير و جعلها بديلا للشريعة الإسلامية في حكم الناس ، يقول الله تعالى في سورة الأنعام : (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) آية 21 ، ما قصة هذه الآية ؟ نقول : المشركون قالوا لرسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يا محمد : أتأكل مما ذبحت بسكينك ،ولا تأكل مما ذبحه الله ؟ يعني : البهيمة لو ذبحتها بسكينك تأكلها ، و لو ماتت بأمر الله دون ذبح لا تأكلها ؟ فنزلت الآية و المعنى :
لا تأكلوا يا أمة محمد هذه الميتة ، لأنها ماتت ولم تذبح و لم يذكر عليها اسم الله ، و لا تطيعوا هؤلاء المشركين في قولهم بأنها حلال ، بل هي ميتة حرمها الله ، و لو أطعتم المشركين في ذلك فأنتم مشركون بالله ، لأنكم جعلتم هؤلاء أربا مشرعين مثل الله ..
- فالآية صريحة واضحة في بيان أن طاعة البشر في التحليل والتحريم ردة و شرك بالله ، و الله حكم على الصحابة بالشرك لو أطاعوا المشركين في شئ واحد و هو تحليل الميتة ، فكيف بمن وافقوا على دستور للحياة كلها ؟!!!!!
- و لما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّه ) التوبة : 31 ، قال له عدي بن حاتم : ما عبدناهم يا رسول الله ، فقال الرسول : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه " ؟ قال قلت : بلى ، قال : " فتلك عبادتهم " رواه الترمذي ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - فسر طاعة النصارى للأحبار و الرهبان في تحليل الحرام و تحريم الحلال ، سماها عبادة لهم ، لأن طاعة غير الله في التشريع شرك وردة بنص القرءان و السنة ، فلا حجة لأحد بعد ذلك ...
- وأنا أعلم أن كلامي هذا لن يقبله كثيرون ، و لكني أسألكم : أين أذهب أنا و أنتم من هذه الآية التي ذكرتها لكم ؟! هل نجادل الله ؟ هل نتلاعب بآياته و دينه ؟! و نصير يهودا كاتمين للحق ؟! أم نقبل حكم الله في كل من فعل ذلك و رضي بالقوانين و الدساتير ؟ و من وقع في ذلك منكم فليتب و لا يجادل عن نفسه و يقول : العلماء أباحوا ذلك و من أنت ؟ أي علماء بالله عليكم ؟! الذين بدلوا دين الله و حرفوه و أضلوكم ؟! إني لكم ناصح أمين ، مشفق عليكم ، كسروا هذه الأصنام و تجردوا لله وحده ، و انبذوا علماء السوء ، المسألة جنة و نار و كفر و إسلام ، لا هزل فيها و لا مجال للجدال ، و فقكم الله ورعاكم و أعانكم على تحقيق التوحيد و ترك الشرك ..