*الناقض الأول : الإشراك بالله في عبادته :
الإشراك بالله في عبادته من أكثر النواقض انتشارا في هذه الأمة ، ما معنى الإشراك بالله ؟ يعني : أن تعبد مخلوقا مع الله تعالى ، كيف ذلك ؟ الله تعالى يقول في كتابه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ) البقرة :21 .
يعني : اعبدوا الذي خلقكم و رزقكم و أطعمكم وسقاكم ، الذي يشفي مرضاكم و يجيب من سأله ورجاه ، ثم قال الله تعالى في آية أخرى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) النساء : 36 ، يعني : لا تعبدوا مع الله مخلوقا مهما كان شأنه و منزلته ، طيب : هل يوجد في هذه الأيام من يعبد المخلوقين ؟ نعم ، كثير من الناس يعبد مخلوقا مثله ؟! و من أمثلة ذلك :
- الرجل الذي يذهب لضريح الحسين و يتمسح بحديد الضريح و يقف بكل أدب و يكلم الحسين : يا حسين اشفع لي عند الله أن يدخلني الجنة ، اشفع لي عند الله أن يغفر ذنبي و يرحمني، طبعا هذا شرك بالله و الرجل مشرك ، لماذا ؟ لأنه يدعو مخلوقا مثله ،الحسين مخلوق فكيف تدعوه ؟ و الله تعالي يقول في كتابه : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر : 60 ، الله قال « ادعوني » ولم يقل ادعو الحسين أو البدوي أو زينب ، و الدعاء كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - « الدعاء عبادة » ، فهذا الرجل الذي يدعو الحسين و يطلب منه الشفاعة عند الله أو شفاء المريض ، هذا يعبد الحسين ، نعم هو عابد للحسين و ليس لله الذي خلقه و خلق الحسين .
- و كذلك نقول : الحسين لا يسمع و لا يبصر و لا يشعر بمن يكلمونه ،وحتى لو كان حيا يسمعهم ، فلا يستطيع أن يشفع لهم عندالله لماذا؟ لأن الله يقول في كتابه ( قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) الزمر : 44 ،يعني : الشفاعة ملك لله وحده ، ليست ملكا للحسين و لا غيره ، فكيف تطلب الشفاعة من الحسين و هو لا يملكها ؟! هذا عجيب !!
قل يارب ارزقني شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام ،شفع في عبادك الصالحين ، ماشي هذا مقبول و جميل و محبوب لله ،لكن تقول : ياحسين يا بدوي ، هذا شرك بالله و كفر به ...
- و كذلك : الرجل ابنه مريض فيذهب للحسين يطلب شفاء ابنه ، و يذبح للحسين خروفا - أعزكم الله - هذا شرك بالله ، لماذا ؟ الذبح عبادة لله سبحانه كما قال في آية سورة الكوثر : ( فصل لربك و انحر ) الآية :2 ، يعني كما تصلي لله و تركع له و تسجد فكذلك اذبح له ، تشتري أضحية و تتقرب لله بذبحها ، و تطعم الفقير والمحتاج ، أنت بهذا تعبد الله و توحده ، طيب : يروح بعض الناس يشتري جملا أو بقرة - أعزكم الله - و يذهب بها لساحة البدوي أو الحسين ، و يذبحها تقربا للحسين ؟! يا فلان : لماذا ذبحتها للحسين ؟! يقول : حتى يقربني من الله و يجعل لي عند الله مكانا كبيرا !!! هذا مشرك ، لماذا ؟ لأن الذبح عبادة ، و العبادة حق الله وحده ،ليس من حق الحسين ولا غيره أن نذبح لهم ، لا ، هذا حق الله وحده ،ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام لعن من ذبح للحسين او اي مخلوق فقال « لعن الله من ذبح لغير الله » رواه أحمد ، و الحسين هل هو الله ؟ لا ، هو عبد لله ، إذن هو غير الله ، فمن ذبح له فهو ملعون أي : مشرك مطرود من رحمة الله ...
- و كذلك من الشرك : الطواف بالضريح ، الطواف عبادة يفعلها المسلم حول الكعبة في الحج والعمرة ، لماذا هو عبادة ؟ لأن الله أمر به في القرآن فقال ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) الحج : 29 ، يعني : أن يدور المسلم حول الكعبة سبعة أشواط كما طلب الله ذلك منه ،و نحن نفعله تقربا لله و محبة له ، طيب : نجد كثيرا من الناس عند ضريح زينب و الحسين و البدوي و الدسوقي يطوفون حول الضريح !! هذا شرك الله ، لأن الطواف عبادة لله و تقرب له ، لو طاف الناس حول الضريح فهم بذلك يعبدون صاحب الضريح ، إذن كل ذلك من الشرك بالله ، ليس هو كل الشرك ولكن بعض الشرك ، و نكمل في القادم إن أذن ربنا ...