* الناقض التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام

الناقض التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر ، والدليل قوله -تعالى-:  ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .

- هذا هو الناقض التاسع من نواقض الإسلام ، و هو يتعلق ببدعة مكفرة عند الصوفية عباد القبور ، يقول الصوفية : إن الخضر - عليه السلام - خرج عن شريعة موسى - عليه السلام - لأن الله أعطاه من لدنه علما ، هذا العلم هو علم الحقيقة ، و أما موسى - عليه السلام - فكان معه علم الشريعة وهو علم ظاهر فخرج الخضر - عليه السلام - عن علم الشريعة إلى علم الحقيقة ...

- ثم قالوا : وكذلك أولياء الله ، معهم علم الحقيقة ، فيجوز لهم الخروج عن علم الشريعة إلى علم الحقيقة ، لأنهم يأخذون عن الله بلا واسطة بواسطة الكشف والذوق ، كما كان هو حال الخضر - عليه السلام - فإنه ترك الشريعة إلى الحقيقة ..

-ولذلك عندهم الولي لا يلتزم بصلاة ولا زكاة و لا حج ولا صيام ، ولا بحلال ولا حرام ، و أنتم لو قرأتم في طبقات الشعراني وهو من كبار الصوفية ، لعرفتم أن الأولياء عندهم زناة ولوطية و أهل فجور وفواحش ، لا يغتسلون من جنابة ولا يصلون ، و يعاشرون الأطفال والعياذ بالله ، فهؤلاء الأولياء لهم شريعة خاصة ..

-إذن : هناك صنف من الناس يجوز لهم عدم الإلتزام بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا عند الصوفية المشركة عباد القبور ، و هذا كما قال العلماء من الردة والكفر .

 - و أما الخضر - عليه السلام - فلم يكن من بني إسرائيل حتى يلتزم بشريعة موسى - عليه السلام - فلذلك خرج عنها ولم يلتزم بها ، بل إنه كان نبيا يوحى إليه بشريعة في أصح الأقوال ، فهو على شريعة و موسى على شريعة ، و كان موسى - عليه السلام - مرسلا لبني إسرائيل وحدهم ، لا إلى غيرهم ..

- ولذلك ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن له بعض الخصائص التي لم تكن لغيره من الأنبياء و المرسلين ، ومنها قوله : « وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة » رواه البخاري ...

- حينئذ نقول : رسالة موسى - عليه السلام - و كل الأنبياء كانت خاصة بأقوامهم ، وهذا بخلاف رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فكانت عامة ، للعرب والعجم و الجن والإنس ، حينئذ لا يجوز لأحد الخروج عليها ، فمن خرج عليها نقول : ليس بمسلم ، بل كافر مرتد.

- قال تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) سبأ:2 ، وقال  تعالى( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) الأعراف: 158 ، وقال تعالى (  تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) فرقان:1 ، فهذه آيات واضحات محكمات ، تدل على عموم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وعدم جواز الخروج عليها ...

- وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب فقال: ( أمتهوكون فيها يا بن الخطاب!، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) رواه أحمد.

- هذا الحديث نص في بيان هذا الناقض وأنه لا أحد من الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، والأدلة في بيان عموم الرسالة المحمدية وأنه لا يسع أحد الخروج عنها كثيرة.

- فلذلك نقول : لو قال اليهود والنصارى : نحن لنا كتاب نتبعه ، كما أن لكم كتابا تتبعونه ، و كلنا نعبد الله تعالي ، نقول : لا ، لابد من الإيمان بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنها ناسخة لما قبلها  ، و عامة لكل البشر ، لا يحل لأحد الخروج عليها ، و قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «  والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار »رواه مسلم.

- و من هنا نعلم بطلان ما يقوله شيخ الإخوان المسلمين عصام تليمة ، قال هذا الضال المشرك : إن نصارى أوروبا ليسوا كفارا ، لابد من إقامة الحجة عليهم و إعلامهم ببعثة محمد- عليه الصلاة والسلام - هكذا قال ...

-  وهذا القول لا يقوله مسلم عامي ، فضلا عن رجل ذي عمامة أزهرية ينتسب إلى جماعة إسلامية ، فسبحان الله عما يشركون ..

 -  قال شيخ الإسلام ابن تيمية  - رحمه الله -: " فمن لم يؤمن بأن هذا رسول الله إلى جميع العالمين، وأنه يجب على جميع الخلق متابعته، وأن الحلال ما أحله والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، فهو كافر مثل هؤلاء المنافقين ونحوهم ممن يجوز الخروج عن دينه وشريعته وطاعته إما عموماً أو خصوصاً، ويعتقدون مع هذا أنهم من أولياء الله تعالى، وأن الخروج عن الشريعة المحمدية سائغ لهم، وكل هذا ضلال باطل " [انظر جامع الرسائل ص (44)].

وقال أيضاً: " ومن فضل أحدا من المشايخ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو اعتقد أن أحداً يستغني عن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، استتيب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وكذلك من اعتقد أن أحداً من أولياء الله يكون مع محمد صلى الله عليه وسلم كما كان الخضر مع موسى عليه السلام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه " [انظر مجموع الفتاوى (3/422) ].

- حينئذ نقول : كل الخلق من الجن والإنس مكلفون بمتابعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يحل لأحد أن يخرج عن شريعته ولا دينه ، و من اعتقد خلاف ذلك فقد كفر وارتد عن الإسلام ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة