*الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين

والدليل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة :51 ...

- تكلمنا عن مظاهرة الكفار والمشركين و كونها من الكفر والردة ، و ذكرنا بعض الصور التي تدخل في باب موالاة الكفار التي يكفر من ارتكبها ، و نذكر في هذا المقال بعض الأمور التي تدخل في باب موالاة الكفار ، ولكن لا يترتب عليها تكفير من فعلها ، بل يكون فاسقا بها ، مرتكبا لكبيرة من الكبائر ، و العلماء يسمونهاالموالاة الصغرى ..

-الموالاة الصغرى ، لا لأنها من الصغائر لكن للتفريق بينها وبين الكبرى وهي من باب التعريف لأن كل شيء له أكبر فله أصغر ، وهي من كبائر الذنوب ..  

- ضابط الموالاة الصغرى : كل ما يؤدي إلى توقير الكفار واحترامهم وتعظيمهم، بشرط بغضهم ومعاداتهم وتكفيرهم  وعدم توليهم .

- ومن  أمثلة للموالاة الصغرى :

1- تصديرهم المجالس ، نجد كثيرا من المسلمين يعظمون النصارى ، و يكبرونهم و يصدرونهم في حل المشاكل و يجعلون كلامهم بمثابة الإلزام ، فهذا كله محرم ومن الكبائر ، لأن فيهم توقيرا لهم ...

2- إكرامهم ، فيكرمهم بمال أو طعام ، أو يناديهم بألقاب فيها إكرام لهم و منها : نداء النصراني بكلمة : مقدس ، يقول : يا مقدس فلان ، هذه الكلمة مثل كلمة شيخ عندنا ، فأنت بذلك تكرمه ، وكل ذلك حرام ، بل الواجب إذلاله و تحقيره ، لأنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ، بل الأوجب هو بيعه في سوق العبيد ..

3- زيارتهم زيارة أنس ، فيجالسهم و يحكي ويلهو ويأكل وكله حرام ..

4- اتخاذهم عمالاً وسائقين وخدما في البيوت ، وهذا كثير جدا في بلاد الخليج التي صارت حربا على المسلمين ، حتى صار الخادم الكافر من أهل البيت ، بل صار في بعض البيوت بديلا عن الزوج ، يعاشر الزوجات و يهتك الحرمات ، و لاحياة لمن تنادي ..

5- إفساح الطريق لهم ، يوسع لهم الطرقات حتي يمروا في أمان ، و الأصل هو التضييق عليهم و إذلالهم ..

6- بداءتهم بالسلام والتحية ، فهذا محرم و من الكبائر ، كما ثبت به الدليل ..

7- تهنئتهم بأفراحهم ، والمقصود بالأفراح الدنيوية، أما أفراحهم الدينية فهذه من الكفر لأنها تدل على رضائك بدينهم .

 -هذه بعض أنواع الموالاة الصغرى ، حكمها أنه قد أتى صاحبها بكبيرة من كبائر الذنوب ، والدليل على ذلك " إنكار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي موسى الأشعري  لما جعل له كاتبا نصرانياً وتلا عمر على أبي موسى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) .

يستثنى من الأمور السابقة :  

* أن تزورهم أو تهدي إليهم من أجل دعوتهم والدليل ما جاء في الصحيح من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار عمه أبا طالب، هذه الزيارة دعوة إلى التوحيد ولا مانع من ذلك ، وزار عليه الصلاة والسلام ابن اليهودي " فأسلم " رواه أحمد.

*ويجوز في حالة الضرورة فإذا اضطر المسلمون إلى استقدام عمال كفار، وليس هناك مسلم يقوم بهذا العمل جاز ، أما السلام فلا يجوز أن تبدأهم من أجل الدعوة ..والدليل قوله " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام " ويجوز الرد ومثله المصافحة ، ويجوز أن يقول: " السلام على من اتبع الهدى " هذه جائزة الابتداء بها جاءت في قصة موسى عليه السلام كما قال لفرعون " والسلام على من اتبع الهدى " وكذلك .

* أما لو سلم العلماني أو النصراني فلك أن ترد بقولك عليكم ، آما الابتداء فممنوع والمصافحة مثل الابتداء بالسلام والمصافحة سلام عملي فلا تبتدئه لكن لو صافحك  فلك أن ترد أما إذا كان هناك كافر مختلط بمسلمين فلك الابتداء وتقصد المسلمين .

تم عمل هذا الموقع بواسطة