*الناقض السادس : من سب الله تعالى ، أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو سب دين الإسلام :

   هذا هو الناقض السادس من نواقض الإسلام ، و هو السب و معناه : الشتم و الانتقاص و التحقير ، فكل من سب الله تعالى أو سب رسول الله أو سب  دين الإسلام ، فهذا كافر مرتد عن دين الإسلام ، و الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة و الإجماع كثيرة ، ومنها : قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ وأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً ) الأحزاب : 58 ،  فالذي يسب الله تعالى أو يسب رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقد آذى الله و آذى رسوله  ، وجزاء هذا الإيذاء هو اللعن في الدنيا و الآخرة ، أي : الطرد من رحمة الله ، و لا يطرد الله من رحمته إلا من كفر به وارتد عن دينه ، فلذلك الذي يسب الله أو يسب رسوله يكون كافرا بنص الآية ..

  و نحن نقول : اللعن قسمان :

-أحدهما : لعن أكبر ، وهذا مخرج من الملة، فمن وقع عليه هذا اللعن فهو كافر مرتد عن شريعة الله ، و من أمثلته : هذه الآية التي معنا ، فإن اللعن المذكور فيها هو اللعن الذي لا يكون إلا لكافر ، ومنه : قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث علي بن أبي طالب : « لعن الله من ذبح لغير الله » الحديث ، فهذا لعن أكبر مخرج من الملة ، لأن الذبح لغير الله شرك أكبر بالإجماع ...

- و القسم الثاني : أي من اللعن هو : اللعن الأصغر ، و هذا لا يخرج من الملة ويكون في كبائر الذنوب التي لا تصل إلى حد الكفر ، و منه : « لعن الله الكاسيات العاريات » و قوله « لعن الله من لعن والديه » الحديث ..

  وقد ورد في السنة ما يدل علي كفر الذي يقع في سب الله تعالي أورسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك : ما رواه الشَّعبيُّ عن علي: أن يهوديةً كانت تَشْتُم النبي صلى الله عليه وسلم وتَقَع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت فأَبْطَل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها .. رواه أبو داود في (سننه)..

  هذه اليهودية كانت ذمية ، و الذمي يحرم قتله إجماعا ، لكن لما شتمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاز قتلها ،ولذلك لما قتلها الرجل لم يعاقبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليه ، بل أهدر دمها و أقر الرجل على فعله..

 ونقول : اليوم لم يعد هناك ذميون ولا معاهدون ، لا يوجد إلا يهود محاربون  ونصارى محاربون ، أهل الذمة قد انقرضوا ولا وجود لهم في الأرض ، و اليوم اليهود والنصارى يسبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليل نهار و يسبون دين الإسلام ، و يتطاولون على شريعة الإسلام ، و يؤذون أهل الإسلام بكل ما يملكون ، فكيف نقول ذميون ؟!

لاشك في بطلان القول بذلك ، و هذا الحديث شاهد على أنهم محاربون ، و كلام مشايخ السوء والضلال لا عبرة به ولا حجة فيه ، فتنبه أيها المسلم ..

- وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس : أن رجلا أعمى قتل أم ولد له كانت تشتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما علم رسول الله لم ينكر عليه و أهدر دم المرأة .. الحديث ، قال  الإمام الخطابي معلقا على هذه الرواية : " فيه بيان أن سابَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقتل، وذلك أن السبّ منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدَادٌ عن الدين .."إ.هـ

  وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «الصارم المسلول على شاتم الرسول» ما يزيد على مائة دليل من القرءان والسنة و إجماعات العلماء ، كلها تقضي بكفر وردة من سب الله تعالى أو سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سب دين الإسلام ...

  ومن هذه الإجماعات التي نقلها :

- قال اسحاق بن راهوية: ( قد أجمع المسلمون علي أن من سب الله عز وجل ؛ أو سب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أو دفع شيئا مما أنزل الله أو قتل نبيا من أنبياء الله ؛ أنه كافر؛ وإن كان مقرًا بكل ما أنزل الله ) .

- وقال محمد بن سحنون: (أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنتقص له؛ كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه؛ كفر).

- وقال ابن المنذر : ( أجمع عوام أهل العلم علي أن من سب النبي صلي الله عليه وسلم ؛جزائه القتل ) .

- قال القاضي عياض : (ولا نعلم خلافا علي استباحة دمه - يعني ســاب الرسول صلي الله عليه وسلم - بين علماء الأمصار وسلف الأمة ، وقد ذكر غير واحد الإجماع علي قتله وتكفيره ) .

- و قال شيخ الإسلام ابن تيميه: (إنَّ سب الله أو سب رسوله؛ كفر، ظاهراً وباطناً، وسواءٌ كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين؛ بأنَّ الإيمان قول وعمل).

- وقال أيضاً: (وقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف؛ على أن التنقص له صلى الله عليه وآله وسلم؛ كفرٌ، مُبيح للدم). 

  حينئذ نقول : من سب الله تعالى أو سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سب دين الإسلام ، هذا مرتد كافر بالنص والإجماع ..
- بعض الناس يقول : سببت الدين و أنا غضبان ولم أقصد ذلك ، و بعضهم يقول : فلان سب الدين ولكنه لا يستحل ذلك .

- نقول : هو كافر بذلك ، و من امتنع عن تكفيره فهو مثله ، ومن التمس له العذر أو دافع عنه فهو أشد منه كفرا والعياذ بالله ، بمجرد السب نحكم بكفره ، ولا نقول جاهل ولا غير ذلك من المعاذير ، هذا تضليل و سوء أدب ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة