*الناقض الرابع : من اعتقد أنّ غير هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكمل من هديه ، أو أنّ حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطّواغيت على حكمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو كافر : 

ـ هذا هو الناقض الرابع من نواقض الإسلام ، وهذا الناقض يتعلق بموقف المسلم من الشريعة ، أنتَ كمسلم و أنتِ كمسلمة : هل تعتقدون أنَ شريعة الله هي الأكمل و الأحسن و الأعدل ؟ و أنّ الخير كل الخير في إقامة هذه الشريعة و جعلها حاكمة في كل شؤون الحياة ؟ أم أنّكم ترغبون في حكم الجاهلية  و قوانين البشرية ؟ ..

ـ قال الله تعالى ( أفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ . وَ مَنْ أَحْسَنُ من اللهِ حُكْمًا لقومٍ يوقِنونَ ) المائدة : 50 ، هذا إنكار من الله تعالى على كلّ أمة أو إنسان طلب حكم الجاهلية و القوانين البشرية ، و أعرض عن شريعة الله التي اشتملت على أحسن الأحكام و أعدلها وأخيرها ..

ـ و الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية تكلم عن التتار وعن الياسق الذي كتبه ملك التتار جنكيز خان ـ لعنه الله ـ و جعله شريعة في أبناءهِ و قومه ، و التتار استولوا على بلاد العراق والشام كما نعلم ، ولما اندمجوا مع المسلمين دخلوا في الإسلام ، لكنهم كانوا يتحاكمون إلى الياسق و يرجعون إليه في كل أمور حياتهم ، يعني أخذوا من الإسلام الشعائر التعبدية فقط كما هو حال غالب المنتسبين إلى الإسلام ، الإمام ابن كثير يقول فيهم :

فصارت في بنيه شرعا متبعا ( يعني الياسق ) يقدمونه على الحكم بكتاب الله و سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن فعل ذلك منهم فهو : كافر ، يجب قتاله ، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله ، فلا يُحكِّم سواه في قليل ولا كثير .. ابن كثير ج2 ص 67 ..

ـ إذن : الذي يأخذ من الإسلام الصلاة والصيام و الشعائر التعبدية ، و لا يقيم حياته على شريعة الله تعالى ، و يلجأ إلى القوانين و الدساتير ، هذا ليس بمسلم ، بل حكمه كحكم التتار ، كما قال ابن كثير و غيره من العلماء ..

ـ و قال سبحانه ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم .ثمَّ لا يجِدوا في أنْفُسِهم حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ و يُسَيّلمُوا تَسْلِيمًا ) النساء : 65 ،  هذا قسم من الله بنفسه الكريمة ، بنفي الإيمان عن كل إنسان لا يرجع إلى حكم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و العلماء يقولون : الآية نص صريح في تكفير من أعرض عن شريعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ و لجأ إلى أحكام القوانين ..

ـ و الناس لهم أعذار في التهرب من حكم الشريعة تدلُّ على فساد الدِّين و عدم إيمانهم بالله سبحانه ، فماذا يقول النّاس ؟ البعض يقول :

الشريعة نزلت في عصور جاهلية قديمة ، في عصور الجمال و الحمير و الخيام ، فكيف تصلح لعصر الطائرات والصواريخ البالستية ؟!

 و البعض يقول : كيف نحكم بالشريعة  وبلادنا فيها أقليات نصرانية أو يهودية ؟ هم شركاؤنا في الوطن ،و هذا فيه ظلم لهم ؟! و البعض يقول : لو حكمنا بالشريعة فإن المجتمع الدُّولي و أمريكا لن يرضوا بذلك ، و سنتعرض لعقوبات و حصار ؟!..

فانظر أيها الموحد كيف صارت الشريعة في عقيدة الناس ؟! صارت سببا للحصار و التجويع والفتنة الطائفية ، و غضب المجتمعات الكافرة , ألا ساء ما يقولون ..

ـ الشريعة مصدر العز و القوة و الرَّخاء ، و ما أذلنا الله إلا لما أعرضنا عن شريعة ربناسبحانه ، و استبدلناها بقوانين أوروبا الصليبية ، و لن يرفع الله الذل إلا بالرجوع إلى شريعته سبحانه ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة