*الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم :
نختم الكلام على هذا الناقض بذكر بعض المسائل فنقول :
1- من توقف في تكفير أحد لوجود مانع معتبر من تكفيره فهذا لا يدخل تحت هذه القاعدة ...
- مثال ذلك : رجل ارتكب كفرا تحت وطأة الإكراه ، كحادثة عمار بن ياسر - رضي الله عنه - فقد ارتكب عمار الكفر بسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و لم يكفره - صلى الله عليه وسلم - فنأخذ من ذلك هذه القاعدة ...
- و مثاله : رجل رمى المصحف على الأرض يظنه كتاب قصص أو كتابا علميا في مجالات الحياة ، فهنا يوجد مانع من تكفيره و هو :
عدم قصد الفعل ، و كذلك لو داس عليه بقدميه و هو يظنه كتابا علميا أو مجلة و ما شابه ذلك ، فهنا انتف قصد الفعل ..
- و مثاله : سبق اللسان ، كالذي قال وهو فرحان : اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، فكل ذلك يمنع من التكفير ...
2- كل مسألة اختلف العلماء فيها هل كفر أم لا ؟ لا تدخل في القاعدة ..
و من ذلك تارك الصلاة ، جمهور العلماء لا يكفرونه ، و ذهب أحمد و إسحاق و طائفة من العلماء إلى القول بكفره و هو الأقرب للصواب ،
فمن قال بعدم كفره لا يدخل تحت قاعدة من يكفر المشركين ، لأن العلماء اختلفوا في ذلك و لم يكفر بعضهم بعضا ...
3- من امتنع عن تكفير المشركين لأنه يعتقد صحة ماهم عليه ،فهذا خارج عن قاعدة من لم يكفر المشركين ، لكنه يدخل في صف المشركين و حكمهم ، بل هو أشد كفرا منهم ...
4- من كان سليم المعتقد ، و طرد أصله بتكفير المشركين يعني : أنه لا يمتنع عن تكفير من كفره الله ورسوله ، لكنه توقف في بعض المسائل لشبهة و تأويل ، فهذا لا يدخل تحت هذه القاعدة ..
و مثاله : من توقف في تكفير صدام حسين واعتبر تلفظه بالشهادتين توبة و رجوع إلى الله و اشتبه عليه حديث ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) الحديث ، فمثل ذلك خارج عن القاعدة و لا يجوز تكفيره ، و من كفره فقد وقع في الغلو ...
- و من ذلك : تنازع السلف في تكفير الحجاج بن يوسف ، فقد كفره ثلاثة عشر عالما و يزيد ، و لم يكفره عامة العلماء ، و لم يكفر بعضهم بعضا أو يفسق بعضهم بعضا أو يبدع بعضهم بعضا ...
وأخيرا : إني أحذركم من التسرع في باب التكفير و الخوض فيه ، فهذا له أهله و خاصته ، وليس مرتعا لأي أحد قرأ نصا أو نصين ،
أو بيانا أو بيانين ، أو كتابا أو كتابين ، أو بحث على جوجل أو المنتديات أو صفحات الفيس ، فاتقوا الله في أنفسكم ، وفقكم الله وهداكم و حفظكم ، هذا آخر كلامنا المختصر الموجز في هذا الناقض ، و الله الموفق ...