مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :
(9) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..
-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :
فإذا قيلَ لكَ: ما الأصولُ الثلاثةُ، التي يجبُ على الإنسانِ معرفتُها ؟ فقل : معرفةُ العبدِ ربَّهُ، ودينَهُ ،ونبيَهُ محمَّداً صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ..
*الــــشَّـــرْحُ :
بعدَ أنْ ذكرَ الإمامُ مُحمَّدُ ثلاثَ مقدماتٍ فيها وجوبُ تعلمِ بعضَ المسائلِ ، شرعَ في بيانِ المسائلِ التي لأجلِها كتبَ هذهِ الرسالةَ ، فقالَ : فإذا قيلَ لكَ: ما الأصولُ الثلاثةُ , التي يجبُ على الإنسانِ معرفتُها ؟ ..
فقل : معرفةُ العبدِ ربَّهُ، ودينَهُ ،ونبيَهُ محمَّداً صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ..
المرادُ بالأصولِ الثلاثةِ مسائلُ القبرِ ، التي يترتبُّ عليها النَّجاةُ في الآخرةِ ، و التي بمعرفتِها يكتسبُ الإنسانَ صفةَ الإسلامِ في الدنيا ، فمنْ جهلَها فلا يكونُ مسلمًا في الدنيا و لا ينجو في آخرتِهِ ...
قالَ الإمامُ المجدد : فإذا قيلَ لكَ : مَنْ ربُّكَ ؟ ...
يعني : من هو معبودكَ الذي تتذللُ له بالعبادةِ و الطاعةِ محبةً له و تعظيمًا , فالسؤالُ عن الألوهيةِ ، و من قالَ إنَّه عن الربوبيةِ فقد غلطَ غلطًا كبيرًا ، لأنَّ كفارَ قريشٍ كانوا مقرينَ بالربِّ و بأفعالِهِ ، و معَ ذلكَ كفرهم رسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلم ـ و استباحَ دمائهم و أموالهم ..
والمعنى على هذا : أنْ يعرفَ العبدُ ربَّهُ ومعبودَهُ وهذه المعرفةُ تقومُ على أسسٍ :
*أولها : كونُهُ منفردًا بالربوبيةِ بلا شريك .
*والثاني : كونُهُ منفردًا بالألوهيةِ بلا شريك ...
*والثالث : كونُهُ منفردًا بأسمائِهِ و أوصافِهِ سبحانَه ،إذن : منْ ربُّكَ ؟ هذا سؤالٌ عن المعبودِ المطاعِ..
*الأولى : أنَّ امتحانَ القبرِ في الألوهيةِ وليسَ في الربوبيةِ ..
*الثانيةُ : أنَّ منْ صرفَ العبادةَ لغيرِ اللهِ لم يعرفْ ربَّهُ و معبودَهُ ..
*الثالثةُ : أنَّ الصوفيةَ عبادَ القبورِ و جماعاتِ الإسلامِ السياسي لم يعرفوا ربَّهم ، لأنَّ الصوفيةَ عبدوا الأولياءَ و الصالحينَ و الجنَّ فكفروا بذلكَ ، و جماعاتُ الإسلامِ السياسي تحاكموا إلى قوانينِ المجتمعِ الدولي و المذهبِ الديموقراطي ، فكفروا بذلكَ ...
*الرابعةُ : معرفةُ غربةِ التوحيدِ و أهلِهِ في هذهِ الجاهليةِ المعاصرةِ .