مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :
(7) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..
-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :
*(الثالثة) أنَّ مَنْ أطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانَ أقْرَبَ قَرِيبٍ، والدَّلِيلُ قولُهُ تَعَالَى (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ ويُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المُجادلة : 22 ..
*الــــشَّـــــرحُ :
- يقولُ الإمامُ محمَّدُ : إنَّ الذي آمنَ بربوبيةِ اللهِ وبأنَّهُ الإلهُ المستحقُّ للعبادةِ وحدَهُ بلا شريكٍ ، و بأنَّ اللهَ جامعُ النَّاسِ ليومٍ لا ريبَ فيهِ ، يَحْرُمُ عليهِ أنْ يُحِبَّ أهلَ الكفرِ والشِّركِ ، و يَحْرُمَ عليهِ أنْ يُناصرَهم أو يُساعدَهم ، بلْ يجبُ عليهِ أنْ يَبغضهم و يُعاديهم و يقاتلَهم ، فإذا أحبَّ المُسلمَ الكفارَ و المشركينَ و أعانهم فإنَّهُ يكونُ كافرًا مثلَهم ، فإنَّ اللهَ حرَّمَ محبةَ الكافرينَ و نُصرَتهم و إعانتَهم ..
ثمَّ قالَ الإمامُ مُحمَّدُ: و الدَّليلُ قولُهُ تعالى (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ )
فالآيةُ نصٌ صريحٌ في أنَّ أهلَ الإيمانِ لا يقعُ منهم أبدًا هذهِ الجريمةُ البشعةُ التي مَنْ فعلَها فقد فارقَ الإسلامَ و الإيمانَ و لا أمانَ له بينَ المسلمينَ ، و هذهِ المسألةُ هي مسألةُ الوَلَاءُ وَ البَرَاءُ ..
*الأولى : حُرْمَةُ محبةِ أهلِ الكفرِ و الشركِ ..
فلا يجوزُ لمسلمٍ أنْ يُحبَّ يهوديًا أو نصرانيًا أو مجوسيًا أو رافضيًا شيعيًا أو ليبرليًا أو اشتراكيًا أو ديموقراطيًا أو بهائيًا أو صُوفيًا قبوريًا أو أيَّ إنسانٍ على غيرِ دينِ الإسلامِ ..
*الثانيةُ : حُرْمَةُ مناصرَةِ أهلِ الكفرِ و الشركِ و إعانتهم على المسلمينَ ..
فَمَنْ ساعدَ الكُفارَ في حربِهم على أهلِ الإسلامِ فهو كافرٌ مرتدٌ بإجماعِ العلماءِ ، مثلُ آلِ سعودَ و حُكَّامِ الخليجِ العربيِّ ، الذينَ جعلوا أراضيهم قواعدَ عسكريةَ تنطلقُ منها طائراتُ أمريكا و تحالفُ الكفر ، ليهدموا بيوتَ المسلمينَ و مساجدهم ويقتلوا شيوخَنَا و نساءنا و أطفالنَا ، و يهتكونَ أعراضَ النساءِ بمُعاونةِ تلكَ الأنظمةِ و جيوشهِا المرتدةِ ، حتَّى صارَتْ بلادُ العراقِ و الشامِ أثرًا بعدَعينٍ ، واسمًا بلا مسمَّى ، وكلُّ ذلكَ بمساعدةِ طاغوتِ تركيا الخبيثِ و أشباهِهِ من حُكَّامِ العربِ المشركينَ ..
*الثالثةُ : أهمَّيةُ مسألةِ الولاْءِ و البراءِ ..
لأنَّه كما نرى لم تُغْلَبْ أمةُ الإسلامِ إلا من خلالِ المُنافقينَ المُنتسبينَ إليها ، أمَّا العدوُّ فلا طاقةَ له بقتالِ أهلِ الإسلامِ وحدَهُ ، فلاإلهَ إلاَّ اللهُ و لاحولَ ولا قوةَ إلاَّ باللهِ ، باعوا الأمةَ بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودةَ ..
هذا ما يتعلقُّ بالمقدمةِ الثانيةِ من رسالةِ الأصولِ الثلاثةِ بإيجازٍ شديدٍ ...