مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :

(6) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..

-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :

الثانية :أنَّ اللهَ لا يَرْضَى أنْ يُشرَكَ مَعَهَ أحدٌ في عِبَادَتِهِ ، لا مَلكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبٌى مُرْسَلٌ ، والدَّليلُ قولُهُ تَعَالى " وَأنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَدًا " الجنَّ :  18 ..

*الــــشَّـــرْحُ :

  •  أولًا المعنى الإجمالي :  

   عَرَفْنَا في المسألةِ الأولى أنَّ اللهَ سبحانَه هو الربُّ الخالقُ المُدَبِّرُ لكلِّ أمورِ الكونِ ، و هذا يعني : أنَّه سبحانَهُ هو الذي يَستحِقُّ أنْ يُعْبَدَ دونَ ما سواهُ ، ولذلكَ هنا قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ :

الثانية :أنَّ اللهَ لا يَرْضَى أنْ يُشرَكَ مَعَهَ أحدٌ في عِبَادَتِهِ ...

نعم ، لا يَرضى لأنَّ هذا حقُّهُ وحدَهُ ، أليسَ هو الذي خلقَكَ ؟ ورزقكَ ؟ و يُدَبِّرُ كلَّ أموركَ ؟  

بلى هو كذلكَ سبحانهُ ، إذنْ : حقُّهُ عليكَ أنْ تعبدَهُ وحدَهُ ، و ألاَّ تجعلَ له شريكًا في العبادةِ ..

و لذلكَ هنا قالَ الإمامُ مُحمَّدُ : لا يَرْضَى أنْ يُشرَكَ مَعَهَ أحدٌ في عِبَادَتِهِ ..

فقولُهُ ( أحَدٌ ) يعني : أيُّ أحدٍ مهما كانَ ، فلا يجوزُ صرفُ العبادةِ للأنبياءِ و هم أشرفُ الخلقِ ، ولا حتَّى للملائكةِ ولا للجنَّ و لا للإنسِ ، لأنَّ كلَّ هؤلاءِ مخلوقونَ للهِ وهم عبيدُهُ ، فكيفَ نعيدُهم ؟َ!

ولذلكَ : أنا لو قلتُ لكَ : لماذا تعبدُ اللهَ ؟ فيجبُ أنْ يكونَ جوابُكَ : أعبدُ اللهَ لأنَّهُ هو الذي خلقني و رزقني وهوالذي بيدهِ مقاليدُ أمورِ الكونِ ، يعني : لأنَّه الربُّ الخالقُ المالكُ المُدَبِّرُ ، و لو قلتُ لكَ : لماذا لا تعبدُ الحُسَيْنَ أو البدويَّ أو الملائكةَ أو الجنَّ ؟ فالجوابُ : لأنَّ هذهِ مخلوقاتٌ للهِ مثلي ، لا تستحقُّ أنْ تُعبدَ ، بل هي عابدةٌ للهِ معي ، فالكونُ إمَّا ربُّ أو مربوبٌ ، و الربُّ هو المعبودُ وحدَهُ ..

-ثمَّ قالَ الإمامُ مُحمَّدُ : والدَّليلُ قولُهُ تَعَالى " وَأنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَدًا " الجنَّ :  18 ..

يعني : هذهِ المساجدُ بيوتُ اللهِ التي جعلَها لعبادتِهِ ، فلا تعبدوا فيها غيرَهُ ، ولذلكَ نحنُ نستدلُّ بهذهِ الآيةِ على حرمةِ الصلاةِ في المساجدِ التي بها قبور الصالحينَ ، فالصلاةُ في مسجدِ الحسينِ أو البدويِّ حرامٌ ، بل هي بابٌ إلى وقوعِ الشركِ باللهِ و عبادةِ صاحبِ الضريحِ ..

  • ثانيًا : هذا الجزءُ فيهِ مسائلُ :

*الأولى : أنَّ اللهَ هو الإلَهُ الحقُّ المستحقُّ للعبادةِ دونَ ما سواه ، لأنَه الربُّ الخالقُ المُدّبِّرُ ..

*الثانية : أنَّ العبادةَ حقُّ اللهِ الخالصِ ، فمَنْ صرفها لغيرهِ فهو مشركٌ ..

*الثالثة : أنَّ المساجدَ بيوتُ اللهِ التي يُعبدُ فيها ، و ينبني على ذلكَ :   أنَّ الكنائسَ ليسَتْ بيوتُ اللهِ ، ومن قالَ : إنَّ الكنائسَ بيوتُ اللهِ فهذا كافرٌ مرتدٌ ..

*الرَّابعةُ : أنَّ الصلاةَ في المساجدِ التي بها قبورٌ محرمةٌ و باطلةٌ وبابٌ للشركِ ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة