مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ ..

(5) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..

-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :

اعلمْ رَحِمَكَ اللهُ أنَّهُ يَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ ومُسْلِمَةٍ تَعَلُّمُ هذهِ المسائلَ الثلاثَ والعَمَلُ بِهِنَّ.  

الأولى : أنَّ اللهَ خلقَنَا ورَزَقَنَا، ولمْ يَتْرُكْنَا هَمَلاً، بَلْ أرسَلَ إلينَا رَسُولاً، فَمَنْ أطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، والدَّليلُ قولُهُ تَعَالى : ( إنَّا أرْسَلنَا إليكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أرْسَلنَا إلى فِرْعَونَ رَسُولاً، فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأخْذْنَاهُ أخْذًا وَبِيلًا ) المُزَّمَّل : 15 و 16 ..

*الــــــشَّـــرْحُ :

  •  أولًا : المعنى الإجمالي ..

الإمامُ مُحَمَّدُ بعدَ أنْ ذكرَ لنَا أربعَ مسائلَ و قالَ إنَّهُنَّ واجباتٌ علينَا جميعًا ، يذكرُ لنا ـ رحمه الله ـ ثَلاثَ مسائلَ أُخْرَى ، و يقولُ : إنَّ هذهِ المسائلَ واجبٌ تعلمُها على كلِّ مسلمٍ و مسلمةٍ فيقولَ :  

*الأولى : أنَّ اللهَ خلقَنَا ورَزَقَنَا، ولمْ يَتْرُكْنَا هَمَلاً، بَلْ أرسَلَ إلينَا رَسُولاً، فَمَنْ أطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ ..

و المعنى : 

    أنَّ اللهَ الذي خلقَنَا و رَزَقَنا لم يتركْنا في هذهِ الحياةِ لنأكلَ و نشربَ و نلهوَ ، و إنَّما أرسلَ إلينَا رسولَه ـ صلى اللهَ عليهِ وسلمَ ـ يُبينُ لنا لماذا خلقنا اللهُ ؟ و ما هو سرُّ وُجودِنَا في الأرضِ ؟ وأنَّه يجبُ علينَا أنْ نُطيعَ الرَّسولَ ، فإذا أطَعْناهُ رضيَ اللهُ عنَّا و أدخلَنا جنَّتَه ، و إذا عصينَاهُ غضبَ علينَا و أدخلَنا نارَهُ أعاذَنا اللهُ منها ..

ثمَّ يذكرُ الإمامُ الدَّليلَ على ذلكَ فيقولُ : والدَّليلُ قولُهُ تَعَالى : ( إنَّا أرْسَلنَا إليكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أرْسَلنَا إلى فِرْعَونَ رَسُولاً، فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأخْذْنَاهُ أخْذًا وَبِيلًا ) المُزَّمَّل : 15 و 16 ...

يعني : أنّ اللهَ أرسلَ إلينَا رسولُهُ الحبيبَ مُحمَّدًا ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ ليكونَ شاهدًا علينَا يومَ القيامةِ بقبولِنا لدعوتِهِ أو رفضِنا لها ، وهذا كما أرسلَ اللهَ موسى ـ عليه السلامُ ـ إلى فرعونَ لعنَهُ اللهُ ، لكنَّ فرعونَ عصى موسى ـ عليهِ السلامُ ـ فعاقبهُ اللهُ بالأخذِ الشديدِ ، فلا تكونوا يا أمةَ محمَّدٍ كفرعونَ و قومِهِ فَيَحِلَّ عليكم ما حلَّ عليهم ..

  • ثانيًا : هذا الجزءُ فيهِ مسائلُ :

*الأولى : إثباتُ الربوبيةِ للهِ سبحانَهُ .. لأنَّه هو الذي خلقنَا ورَزَقَنَا و أطعمَنَا و سَقَانَا و يُدَبِّرُ كلِّ ما أمورنَا ..

*الثانيةُ : أنَّ اللهَ لم يَخْلُقْنَا لنأكُلَ و نشربَ و نلعبَ و نلهوَ ، و إنَّما لعبادتِهِ و طاعتِهِ ، ومعَ ذلكَ : فلم يُحَرِّمْ علينَا المطاعمَ و المشاربَ ، بل أباحَ لنا ذلكَ ، لكنَّهُ لم يَجعلِ الدنيا غايةَ وجودنَا و عملِنَا ..

*الثالثةُ : و جوبُ طاعةِ الرسولِ و تحريمُ معصيتِهِ ..

*الرَّابعةُ : أنَّ الجنَّةَ في طاعةِ الحبيبِ محمد ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ و النارَ في معصيتِهِ ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة