مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :

(16) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..

-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :

وأنواعُ العبادةِ التي أمرَ اللهُ بها منها الدُّعاءُ والخوفُ والرجاءُ و التوكلُ والرغبةُ، والرهبةُ، والخشوعُ، والخشيةُ، والإنابةُ، والاستعانةُ، والاستعاذةُ، والاستغاثةُ، والذبحُ، والَّنذرُ، وغيرُ ذلكَ من أنواعِ العبادةِ التي أمرَ اللهُ بهَا ...


* الــــشَّـــرْحُ :

  •  أولًا المعنى الإجمالي :

قالَ الإمامُ محمَّدُ : و الخشيةُ  ..

*الخشيةُ هي : خوفٌ يشوبُهُ تعظيمٌ أي : يخالطُهُ ، وأكثرُ ما يكونُ ذلكَ عن علمٍ بمَنْ يُخْشَى منه، ولذلكَ خَصَّ اللهُ العلماءَ بها في قولِهِ تَعَالى: ( إنَّما يَخْشَى اللهَ منْ عبادِهِ العلماءُ ) الآية , وذلكَ لأنَّهم جمعوا بينَ الخوفِ والعلمِ بما يُخْشَى منهُ ، و دليلُ الخشيةِ قولُهُ تعالى ( فَلَا تَخْشَوْهُمْ و اخْشَوْنِي) البقرةُ : 150 ، أي: فلا تَخشوا النَّاسَ فإنَّي وليُّكُمْ ، و(اخشوني ) وحْدي، وهذا دليلٌ على كونِها عبادةً لأنَّهُ أمَرَ بهَا سبحانَهُ وما كانَ مأمورًا بهِ كانَ عبادةً ..

والخشيةُ فيها معنى الخوفِ ، إلا أنَّها أخصُّ منهُ لأنَّها تقترنُ بالعلمِ بالمَخُوفِ منهُ وتعظيمِهِ ، إذنْ هي : خوفٌ مقرونٌ بعلمٍ بحقيقةِ من يُخافُ منهُ وعظمتِهِ سبحانَهُ ..

ـ قالَ الإمامُ محمَّدُ : والإنابةُ ..

هي الرجوعُ للشئِ ، مرةً بعدَ مرةٍ ، فهي توبةٌ وزيادةٌ ، ففيها التَّكرارُ، وعلى هذا فالإنابةُ هي توبةٌ مع رجوعٍ إلى حالٍ أحسنَ  فهيَ توبةٌ وزيادةٌ لماذا ؟ لأنَّها تشتملُ على النَّدم والعزمِ على عدمِ المعاودةِ فهي إذًنْ توبةٌ ولكنَّها تزيدُ على التوبةِ بأنَّها تقترنُ بالرجوعِ المتكررِ إلى اللهِ عز وجل ، وهي نوعان كما قالَ ابنُ القيمِ :

   *الأول : إنابةٌ لربوبيتِهِ تعالى، ويشتركُ فيها جميعُ الخلقِ مؤمنُهم وكافرُهم كما قالَ تعالى: ( وإذا مسَّ النَّاسَ ضرٌ دَعَوْا ربَّهم منيبينَ إليِهِ ) أي :حالَ كونِهم منيبين وهي عامة في حقِ كلِّ داعٍ ربَّهُ فيما أصابَه من ضُرٍّ .

  *والنوع الثاني : إنابةٌ إلى ألوهيتِهِ تعالى وهذه هي مقصودُ الشيخ رحمه الله ، إنابةُ المؤمنينَ ، ولها أربعةً أركانٍ لا تتحققُّ إلا بهم :

       **أولاً : محبتُهُ .

       ** ثانيًا : الخضوعُ له .

       ** ثالثًا : الإقبالُ عليهِ .

       ** رابعًا : الإعراضُ عمَّا سواه .

    قالَ تعالى ( وأنِيبُوا إلى ربِّكُم وأسْلِمُوا لَهُ ) الزمر : 54 ، أي : ارجعوا إليهِ وداومُوا على طاعتِهِ ، و أسلموا له بالتوحيدِ و هو عبادةُ اللهِ وحده ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة