مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :

(13) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..

-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :

وأنواعُ العبادةِ التي أمرَ اللهُ بها منها الدُّعاءُ والخوفُ والرجاءُ ..


 *الــــشَّـــرْحُ : 

  • أولًا المعنى الإجمالي :

تعلمْنَا من الإمامِ محمَّدِ أولَ نوعٍ من أنواعِ العباداتِ وهي الدُّعاءُ ، و نُكْملُ سائرَ الأنواع ..

ـ قالَ : و الخوفُ ...

      والخوفُ من اللهِ عبادةٌ قليبةٌ و لها أثرٌ على أعمالِ العبدِ ، و تعريفُ الخوفِ هو :انزعاجُ القلبِ و اضطرابُهُ خشيةَ حصولِ عذابِ اللهِ و سخطهِ ، وهذا يحملُ العبدَ على تركِ محارمِ اللهِ و اتقاءِ عذابِهِ ، وقد أمرَ اللهُ بهِ عباده و حثَّهم عليهِ فقالَ ( فَلَا تَخَافُوُهُمْ وَ خَافُوُنِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران : 175 ،   فلمَّا أمرَ بالخوفَ منهُ دلَّ على كونِهِ عبادةً ولهذا علَّقَ بهِ الإيمانَ وصحتَهُ ،إذن: جعلَ الإيمانَ مشروطًا بالخوفِ وهو خوفُ العبادةِ ، وعلى هذا نقولُ : إذا صرفَ الخوفَ لغيرِ اللهِ صارَ مشركًا ، و من ذلكَ : خوفُ السِّرِ وهو خوفُ عبَّادِ القبورِ من الأولياءِ وأصحابِ القبورِ أنْ يصيبوهم بمكروه ، قال تعالي عن قوم هود " إنْ نقولُ إلاَّ اعترَاكَ بعضُ آلهتِنَا بسوءٍ "الآيةِ ، فهم يعتقدونَ أنَّ الآلهةَ تقدرُ علي إيقاعِ الضرِ بمن تشاءُ ، فلمَّا سَبَّها هود قالوا له ذلك ..

ـ قالَ : والرَّجاءُ ...

الرَّجاءُ هو : الطَّمعُ في ثوابِ اللهِ و جنَّتِهِ مع العملِ بطاعتِهِ ، و هو بهذا عبادةٌ محمودةٌ ، أمَّا الرَّجاءُ بلا عملٍ فهو مذمومٌ عندَ اللهِ ، كما قال تعالى ( وَرَحمتِي وَسِعَتْ كُلَّ شئٍ.فَسَأكْتُبُهَا للذينَ يَتقونَ ) الآية ، والرجاءُ بهذا يدفعُ إلى العملِ بما شرَعَ اللهُ سبحانه ،منه مَنْ أذنبَ ورَجَى المغفرةَ فهذا أيضًا رجاءٌ محمودٌ ...

والرَّجاءُ قد يصرفُهُ العبدُ لغيرِ اللهِ و يكونُ بهِ مشركًا ، كمن يرجو مغفرةَ الذنوبِ و يرجوالشفاعةَ عند اللهِ ، فيذبحُ لصاحبِ الضَّريحِ و يسألُهُ ذلكَ ، فهذا مشركٌ لا عذرَ له ..

و الدليلُ أنَّ الرجاءَ عبادة قوله تعالى ( فمَنْ كانَ يرجوا لقاءَ ربِّهِ فليعملْ عملاً صالحًا ولا يشركْ بعبادةِ ربِّه أحدًا ) الكهف : 110 ، ، وما وجه الاستدلالِ في الآيةِ ؟

 الجوابُ : أنَّه امتدحَ الرجاءَ وعلقَهُ بالعملِ ورتَّبَ عليهِ الجزاءَ، وما امتدحَهُ الرَّبُ جلَّ وعلا يكونُ مرضيًاعنده محبوبًا له ، وبهذا يصدقُ عليه كونُهُ عبادةً ..

  • ثانيًا : هذا الجزءُ فيهِ مسائلُ :

*الأولى : أنَّ الخوفَ والرَّجاءَ من العباداتِ ..

*الثانيةِ : أنَّ صرفهما لفير اللهِ شركٌ أكبر ..

*الثالثة : أنَّنا نعبُدُ اللهَ خوفًا و طمعًا ..

*الرَّابعةُ : بطلانُ قولِ الصوفيةِ : نعبُدُ اللهَ لا خوفًا و لا طمعًا ، و إنَما لذاتِهِ ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة