مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :
(11) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..
-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :والرَّبُّ، هو : المعبودُ، والدَّليلُ قولُهُ تعالى : ( يَا أيُّها النَّاسُ اعبُدوا ربَّكُم الذي خَلقَكَم والذينَ مِنْ قَبِلِكُم لعلَّكم تتقونَ ) البقرة : 21 ..
قالَ ابنُ كثيرٍ : الخالقُ لهذِهِ الأشياءِ هو المستحقُّ للعبادةِ ..
*الــــشَّـــرْحُ :
كلمةُ الربِّ تأتي بمعنى المعبودِ ، و الدَّليلُ هو الآيةُ نفسُها( يَا أيُّها النَّاسُ اعبُدوا ربَّكُم ) الآية ،،فصارَ الربُّ معبودًا بنصِّ الآيةِ ، وكونُهُ ربًا معبودًا فهذا يُوجِبُ أنْ تُصرفَ لهُ جميعُ أنواعِ العباداتِ ، ولذلكَ قالَ ابنُ كثيرٍ : الخالقُ لهذِهِ الأشياءِ هو المستحقُّ للعبادةِ ..
و المعنى : أنَّ الذي خلقَ ورَزَقَ و أنْعَمَ و دَبَّرَ الأمورَ ، هو الذي يستحقُّ العبادةَ وحدَهُ ، و لذلكَ لو قيلَ : لماذا نعبدُ اللهَ ؟ فالجوابُ : لأنَّه الخالقُ الرازِقُ المدبِّرُ , حينئذٍ نقولُ : مَنْ صرفَ العبادةَ لغيرِ اللهِ صارَ كافرًا مشركًا ، كمنْ يذبحُ للحسينِ وزينبَ و البدويِّ ، أو يطوفُ بالضريحِ ، أو يسألُ صاحبَ الضريحِ شفاءَ المريضِ أو غيرِ ذلكَ ، و هل يُعذرُ بالجهلِ ؟ الجوابُ : لا , لأنَّ نصوصَ الكتابِ والسنَّةِ ذكرَتْ الشركَ و حرمَتْهُ و حكمتْ بكفرِ فاعلِهِ وخلودِهِ في النّارِ ، و لم تذكرْ لنا النُّصوصُ أنَّ الجاهلَ ليسَ مشركًا ، ولا يُعرفُ عن أصحابِ رسول اللهِ - صلى اللهَ عليهِ وسلمَ ـ أنَّهم حكموا بإسلامِ المشركينَ لأنّهم جهالٌ , فالقولُ بالعذرِ بدعةٌ مؤديةٌ للكفرِ ،وهذا الموضعُ لا يتسعُ لتفصيلِ ذلكَ ، لكنْ يجبُ أنْ نُدركَ جيدًا أنَّ المشركَ لا عذرَ له و لا عذر لمن حكمَ بإسلامِهِ ، لأنَ ذلكَ فيهِ تعطيلٌ للشرائعِ وطمسٌ لمعالمها ، هدانا الله جميعًا ..
*الأولى : تفسيرُ معنى الربِّ ، و أنَّهُ المعبودُ ..
*الثانيةُ : أنَّه المستحقُّ للعبادةِ لربوبيتِهِ ..
*الثالثة : أنَّ صرفَ العبادةِ لغير اللهِ شركٌ أكبر ..
*الرابعةُ : أنَّ المشركَ لا يُعذرُ بجهلِهِ ..