مَجْمُوعُ رَسَائِلِ الإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ :

(10) الأُصُولُ الثَلاثةُ و أدِلَّتُها ..

-قالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوهَّابِ :
وإذا قيلَ لكَ : بمَ عرفْتَ ربَّكَ ؟ فقل : عرفتُهُ بآياتِهِ ومخلوقاتِهِ ؛ ومن آياتِهِ : الليلِ، والنَّهارِ، والشَّمسِ، والقمرِ، ومن مخلوقاتِهِ السَّماواتُ السَّبعُ، ومن فيهنَّ، والأرضونَ السَّبعُ ومن فيهنَّ وما بينهما ؛ والدليلُ قولُه تعالى :(وَمِنْ آياتِهِ اللَّيلُ والنَّهارُ وَالشَّمْسُ والقَمَرُ لا تَسْجُدوا للشَّمسِ ولا للقمرِ واسْجُدوُا للهِ الذي خلقَهُنَّ إنْ كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدوُنَ) فصلت : 37 ..


*الــــشَّـــرْحُ : 

  • أولًا المعنى الإجمالي :

 بعدَ أنْ ذكرَ الإمامُ محمَّدُ أنَّ الربَّ هو المعبودُ المُطاعُ ، سألَ قائلًا : وإذا قيلَ لكَ : بمَ عرفْتَ ربَّكَ ؟

وهذا سؤالٌ هامٌّ جدًا , لأنَّ الإنسانَ قد يُقالُ له بِمَ عرفتَ ربَّكَ من بابِ التشكيكِ في اللهِ سبحانَهُ و إثارةِ الريبةِ في القلبِ , فيجبُ أنْ يتعلمًّ الإنسانَ ما يدافعُ بِهِ عن عقيدتِهِ ، وقد قالَ أستاذٌ لتلميذهِ : هل ترى فلانًا ؟ قالَ : لا , قالَ : إذن : هو غير موجودٍ ، قال : نعم , فقالَ له : هل ترى اللهَ ؟ قالَ : لا , قالَ الأستاذُ : إذن : هو غيرُ موجودٍ ، فقالَ التلميذُ : هل ترى عقلَكَ ؟ قالَ الأستاذُ : لا , قال التلميذُ : إذن : أنتَ مجنونٌ .

   فألهمهُ اللهُ الحُجَّةَ التي يَثبُتُ بها إيمانُهُ ، فلذلكَ يجبُ أنْ يتحصَّنُ المؤمنُ بسلاحِ العلمِ فإنَّ فيهِ ثباتَ الإيمانِ ، و هنا أرادَ الإمامُ محمَّدُ أنْ يعلمَنَا الحُجَّةَ التي يرسُخُ بها الإيمانُ فقالَ : وإذا قيلَ لكَ : بمَ عرفْتَ ربَّكَ ؟ أي : كيفَ عرفتَ معبودكَ الذي تُطيعُهُ و تخضعُ لهُ ؟ فقل : عرفتُهُ بآياتِهِ و مخلوقاتِهِ : أي : عرفتُ ربِّي بالعلاماتِ الدَّالةِ على وجودِهِ وعلى كونِهِ الربَّ المعبودَ، وهذهِ العلاماتُ هي : الليلُ والنَّهارُ و الشمسُ والقمرُ ، و كذلكَ عرفتُ ربي بمخلوقاتِهِ التي تدلُّ على أنّهُ الإلهُ المستحقُّ للعبادةِ وحدَهُ ، وهذهِ المخلوقاتُ هي : السمواتُ السبعُ و الأرضونَ السبعُ .

و معنى ذلكَ : أنَّنا عرفنَا اللهَ بالأشياءِ التي تدلُّ عليهِ سبحانَه , وهي ما خلقَه اللهُ من آياتٍ كونيةٍو مخلوقاتٍ ، تدلُّ على أنَّ للكونِ ربًا خالقًا معبودًا ..

و هل نقولُ : عرفنا اللهَ بعقولنا ؟

 الجوابُ : لا, و إنَّما نقولُ : إنَّ العقلَ آلةٌ توصلنا بها إلى معرفةِ دلائلِ وجودِ اللهِ و أنَّهُ الربُّ المعبودُ سبحانَه ..

  • ثانيًا : هذا الجزءُ فيهِ مسائلُ :

*الأولى : أنَّ العلمَ سلاحُ المؤمنِ .

*الثانيةُ : أنَّنا عرفنَا اللهَ بآياتِهِ و مخلوقاتِهِ .

*الثالثةُ : أنَّ الإيمانَ يترسخُ بقناعةِ العقلِ .


تم عمل هذا الموقع بواسطة