*بيان معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله :

- نبدأ في بيان و شرح كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » و لكني أنبه على مسألة مهمة فأقول : أكثر من تكلم في شرح وبيان « لا إله إلا الله » هم أئمة الدعوة النجدية ، و أولهم هو الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن الوهاب - رحمه الله - فكل مؤلفات الإمام في بيان معنى التوحيد و معنى « لاإله إلا الله » و في بيان نواقض « لاإله إلا الله » وله رسالة نواقض الإسلام العشر وهي نافعة جدا ..

- ثم جاء من بعد الإمام محمد أبناؤه و أحفاده فبينوا وشرحوا و فصلوا هذه الكلمة العظيمة « لاإله إلا الله » على أتم وجه و أكمله ، وقد ألف الشيخ عبدالرحمن بن حسن صاحب فتح المجيد رسالة في معنى وشرح « لاإله إلا الله » وهي رسالة مفيدة نافعة ، فالحاصل أن أئمة الدعوة النجدية لهم السبق والفضل في الاعتناء بالتوحيد و « لا إله إلا الله » بما لا يوجد لغيرهم ...

-على كل حال نبدأ في شرح وبيان كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » فنقول مستعينين بالله وحده :

 - وردت « لا إله إلا الله » مقترنة بلفظ الشهادة في كثير من نصوص الشرع ، و من ذلك قوله تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ) آل عمران : 18 ، و قوله - صلى الله عليه وسلم - : (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه ، و عند مسلم وغيره أن رجلا سأله - صلى الله عليه وسلم - أخبرني ما افترض الله علي من شرائع الإسلام ؟ فيجيبه بقوله « أن تشهد ألا إله إلا الله » الحديث ، وهذا متواتر في كثير من النصوص ..

- ولذلك نقول : الذي يبين ويوضح لنا معنى كلمة التوحيد « لاإله إلا الله » هو فهم معنى لفظ الشهادة ، لأنها جاءت مقترنة به في النصوص ، حينئذ لابد أن يكون لوجوده معنى يتعلق بفهم كلمة التوحيد « لاإله إلا الله » ..

- ولفظ الشهادة يدل على معان ومنها :

 العلم بالمشهود به ، و الإقرار بذلك ، ولذلك الذي يشهد عند القاضي ، يسأله : هل شاهدت فلانا وهو يقتل فلانا ؟ فإذا قال : نعم ، وهو لم يشهد ذلك ولم يره ،يكون شاهد زور و كذب ، لأنه شهد بما لم يره وبما لا يعلم به ..

- حينئذ : لابد من العلم بالمشهود به ، بحيث لو شهد بما لم يعلم ، تكون الشهادة باطلة بل شهادة زور ، وكذلك لابد من الإقرار بما شهده ، وإلا يكون كاتما للشهادة ...

- وقد ورد التعبير في الشرع عن كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » بلفظ الشهادة كما قد سبق وذكرناه ، وهذا يدل على ماذا ؟ نقول : يدل على أن مجرد النطق بالشهادتين لا يكفي ، بل يشترط أن ينطق ب « لاإله إلا الله » مع العلم بمعناها الذي تدل عليه ، فلو قال « لاإله إلا الله » وهو جاهل بمعناها ، فلا تنفعه ، و نحكم ببطلان قوله وشهادته ، لأنه شهد بمالا علم له به ...

- ولذلك نقول : لا يوجد موحد جاهل ، الذي يقول « لا إله إلا الله » وهو جاهل بمعناها ، هذا مشرك لا إسلام له ، وهذا مثل من صلى بلا سجود ولا ركوع ، هل تصح صلاته ؟ الجواب لا ، وكذلك الذي ينطق بكلمة التوحيد وهو جاهل بها ، هذا قوله باطل ، لأن الجهل بكلمة التوحيد « لا إله إلا الله » ناقض من نواقضها ..

حينئذ : يشترط في « لاإله إلا الله » العلم بمعناها ، فلو جهل ذلك نحكم بكفره وشركه ، وهذا مجمع عليه بين السلف قاطبة ، و لذلك نقول : من وقع في الشرك جاهلا بحرمته ، هذا نحكم عليه بماذا ؟ بأنه مشرك ، هل الجهل عذر له ؟ الجواب لا ، بل الجهل هو سبب الحكم عليه بالكفر ، إذن يشترط العلم ...

-وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج 3ص450  :

" أما مرتبة العلم فإن الشهادة بالحق تتضمنها ضرورة وإلا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به قال الله تعالى ( إلا من شهد بالحق) الزخرف : 86 ،  وهم يعلمون وقال النبي على مثلها فاشهد وأشار إلى الشمس" ..انتهي ..

-  ومعنى كلام ابن القيم : أن الشهادة بكلمة التوحيد « لا إله إلا الله » لابد أن تكون عن علم ، و إلا كان الشاهد متكلما بما لا علم له به ، وهذا مناف لحقيقة التوحيد ، فجاهل التوحيد كافر ، وقد كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب رسالة « مفيد المستفيد في كفر جاهل التوحيد » فيجب إدراك ذلك جيدا ...

- إذن نقول : إقتران لفظ الشهادة بالنطق بكلمة « لا إله إلا الله » يدل على اشتراط العلم بمعناها وما تدل عليه ، فمن جهل معناها فليس بمسلم .

تم عمل هذا الموقع بواسطة