*الآثار المترتبة على الإكراه بقول الكفر وفعله
الإنسان إذا وقع في الكفر مكرها بقول أو فعل ، هل ينبني على ذلك حكم دنيوي أو أخروي ؟
يرى محمد بن الحسن الشيباني أن الرجل إذا أظهر الشرك و هو مكره ، كان مرتدا في الظاهر ، وفيما بينه وبين الله - تعالى - على الإسلام ، وتبين منه امرأته ولا يصلى عليه إن مات ، ولا يرث أباه إن مات مسلما .. انتهى قوله ..
وهذا القول شاذ مردود بالنص و الإجماع ، لأن الشريعة حكمت بكفر من تلبس بشرك أو كفر ، بالقول أو العمل ، ثم استثنت من ذلك من كان مكرها ، فمن قال الكفر أو فعله وهو مكره عليه ، هذا مستثنى من عدة أمور و هي :
* الإثم : نعم ، لا يلحقه الإثم بذلك ، لماذا ؟ لأنه في حكم من لم يفعل ، و لذلك لما سبَّ عمار النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آلهة قريشٍ بخير ، لم يعنفه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يقل له : أنت آثم بفعلك ، بل قال له : كيف تجد قلبك ؟ قال عمار : مطمئنا بالإيمان ، فقال له : إن عادوا فعد..
ولذلك : قال القرطبي في تفسير آية الإكراه : أجمع أهل العلم على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل ، أنه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان .. انتهى ..
* الاسم : بمعنى : هل من وقع في الكفر مكرها نسميه كافرا ؟
الجواب :لا ، لماذا ؟ لأن المكره في حكم من لم يفعل ، لذلك لا ينزل عليه اسم الكفر و لا الشرك ، و النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل لعمار بن ياسر : أنت كافر بما قلته ، بل قال : إن عادوا فعد ، لأن الرضا والاختيار منتفيان عنه ، إذن هو في حكم من ؟ نقول : هو كالنائم ، النائم لا اختيار له و لا رضا بما يفعله نائما ، لذلك رفع الله عنه القلم و كذلك المكره ..
* هل تفارقه زوجته ؟
الجواب : لا ، لأننا قلنا : اسم الإسلام لم يُسلب عنه ، فلا ينبني شئ على ما اقترفه وهو مكره ..
إذن الإكراه على قول الكفر وفعله لا يترتب عليه شئ البتة ، بل صاحبه مأجور لأنه مُبتلى ، فرَّج الله عن كل مكره من أمة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم