*كتاب العلم (3) : الغاية من طلب العلم
-طلب العلم له غاية و هدف في شريعة الله سبحانه ، فإن تجرد العلم من هذه الغايات ، فإنه يكون ظاهرة فكرية لا علما شرعيا ، و أهم هذه الغايات ثلاث :
*أولا : تحقيق الغاية من الوجود الإنساني :
فالغاية من وجود الإنسان أن يعبد الله وحده بلا شريك ، كما قال تعالى « و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون » سورة الذاريات ، و العبادة لها صفة شرعية ، وهذه الصفة نطلبها في الكتاب و السنة ، حينئذ لابد من العلم لمعرفة صفة العبادة التي هي الحكمة من و جود الإنسان ...
* ثانيا : القيام بمهمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر :
فقد جاءت نصوص الشريعة تبين فرضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و لابد أن يكون الآمر عالما بما يأمر به ، و أن يكون الناهي عالما بما ينهى عنه ، و في رسائل السجن لابن تيمية ذكر هذه المسألة و شدد عليها ..
* ثالثا : السعي لإقامة دولة الإسلام :
و دولة الإسلام أحوج ما تكون لطلاب العلم الراسخين ،يبينون للناس وجوب إقامة سلطان الله في الأرض ،و إعلاء راية تجمع الناس تحت ظلها ، تكون ملاذا لكل مسلم مستضعف لا يتمكن من إظهار دينه في ديار الكفر ،و يدفعون شبهات الطاعنين و الحاقدين .
و قد قامت راية هذه الدولة خالصة في العراق ، ثم توسعت في الشام و غيرها من بلاد المسلمين ، و هاهي تحتاج جهود طلاب العلم ، يبينون للناس عقيدتها و منهجها ، و يردون عادية المرجفين و علماء السوء،و أذناب الفصائل و الجبهات ، و هذا لا يتحقق إلا بالعلم الشرعي ، فالحاصل هذه أهم غايات الطلب ..