*كتاب العلم (1) :  التفقه في الدين 


   في الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال « من يرد الله به خيرا يفقه في الدين » ..
-هذا نص صريح أن الخير كله يحصل بالفقه في الدين ،و الحديث يدل بمفهومه على أن من حرمه الله الفقه في الدين فقد حرمه الخير كله ..

- و هنا قال « يفقه في الدين » و لم يقل « يعلمه في الدين » لأن العلم ربما لازمته الخشية و ربما لم تلازمه ، فيصير عنها عاري ، فيصدق عليه قوله صلي الله عليه وسلم « أول من تسعر بهم النار ثلاثة :
عالم و قارئ للقرءان و شهيد » رواه مسلم ، فذكر هنا « عالم » لأن  علمه تجرد من الخشية ، و لم يقل « فقيه » إذ الفقيه في منأى عن هذا ، و إلى ذلك أشار ابن تيمية ..
-ولذلك نقول : هناك فرق بين العلم و الفقه ، لأن العلم يتعلق بالعقل ،
و الفقه يتعلق بالقلب ، و قد دل عليه قوله تعالى:
« لهم قلوب لا يفقهون بها » الأعراف ،  قال بعض السلف : « الفقه نور يقذفه الله في قلب العبد » ، و قال ابن حجر في الفتح : « الفقه تأثر القلب بما يلقى عليه من خطاب الشارع » ، والمقصود  بذلك : بيان أن العلم المجرد لا يحصل به خير للعبد ، بل لابد أن يفقه القلب ما أدركه العقل ، فتنشأ في القلب خشية لله سبحانه و محبة له و تعظيم لجنابه تعالى ، و أما العلم المتعري عن كل ذلك فهو حجة يعذب الله بها صاحب العلم ...
-الخلاصة :
1- التحريض على التفقه في الدين ..
2- أن الخير كله في التفقه في الدين ..
3- هناك فرق بين العلم و الفقه ...
4- العلم إدراك بالعقل ، و الفقه تأثر بالقلب ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة