*كتاب العلم (2) : طلب العلم فريضة
روى الإمام أحمد في كتاب العلل بإسناد حسن عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » و معناه : بيان فرضية و وجوب طلب العلم على كل مسلم ، بحيث لا يجوز لأحد من المسلمين أن يهجر طلب العلم و يهمله ، و قوله « فريضة » يعني : فعيلة بمعني مفعولة أي : مفروضة ، و هي مأخوذة من مصدرها و هو الفرض ، و مدار الكلمة يدل علي الإلزام و الحتم المانع من التفلت و عدم امتثال الأمر ...
- و مسألة الباب هي : ماهو العلم الذي أوجبته و فرضته الشريعة علي كل مسلم ، بحيث لا يحل إهمال طلبه لأي أحد مهما كان ؟ و الجواب : هو : « العلم الذي يفوت الإسلام بفواته » بحيث لا نتصور قيام الدين إلا به ، و لذلك قال الإمام أحمد : يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه » السنة لعبدالله بن أحمد ...
- و ما هو العلم الذي لا يقوم الدين إلا به ؟
و الجواب : هو العلم بأركان الإسلام الخمسة التي وردت في حديث ابن عمر الذي رواه مسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - قال « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ،و صوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا »..
- فيبدأ المسلم طلب العلم بمعنى كلمة التوحيد و مادلت عليه من إثبات العبادة لله وحده ، و يدرس نواقض الإسلام و أعظمها الإشراك بالله في عبادته ، و يتعلم الصلاة و صفتها و أركانها و نواقضها ، و يتعلم الزكاة
المفروضة عليه ، و يتعلم كيف يصوم كما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و يتعلم كيف يحج إن يسر الله له فريضة الحج ...
- و لا عذر لأحد من الخلق في الجهل بهذه الأمور البتة ، فمن جهل التوحيد كفر بالكتاب والسنة و الإجماع ، و لا نلتفت لقول المرجئة و الجهمية ، الذين يحكمون بإسلام المشركين من عباد القبور و الصوفية ، فهؤلاء لم يعرفوا من الإسلام ما عرفه أبولهب و أبو جهل ..
- و من أنكر ركنا من هذه الأركان فقد خرج من الملة ،و بعض هذه الأركان يكفر تاركها و إن كان مقرا بها كالصلاة ، وهذا محله في كتب الفقه ...