قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) ﴾ الآيات 7 و8.
*أولا : المعنى الإجمالي :
يقول الله تعالى في معنى الآيات :
وأما الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم و صدقوه فيما أخبر، و أطاعوه فيما أمر، و انتهوا عما نهى عنه، فهؤلاء هم خير الخلق و أقربهم إلى الله عز و جل، وجزاؤهم الجنة يخلدون فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه .
*ثانيا : غريب لغة القرءان:
- جنات : بساتين ممتلئة بالأشجار و الأزهار والورود و المياه العذبة.
- عدن : إقامة، فهم يقيمون فيها مطمئنين، لا ينغص عليهم النعيم شعور الفراق أو الموت، بل هي إقامة دائمة.
- تجري من تحتها الأنهار : فهذه الجنة تحتها أنهار تجري، فهذا غاية النعيم والجمال والجلال، أن تكون ديار المؤمنين تحتها أنهار تجري.
- خشي ربه : عظمه وخافه فترك معصيته.
*ثالثا : الإعراب :
نذكر هنا مسألة من لطائف المعاني فنقول :
قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾
لماذا قال هنا « أبدا » ؟
نقول : حتى يطمئن أهل الجنة على مصيرهم، ويزول عنهم الخوف والقلق، فهذا الرزق الطيب الوفير، وهذا النعيم المقيم، لن يزول منهم، بل هو دائم أبدا، وهذا من تمام النعمة.