(5) دَوْرَةُ شَرْحِ الآجُرُّوُمِيَّةِ :
ـ قالَ ابنُ آجُرُّومَ : فالاسمُ يُعْرَفُ : بالخفضِ و التَّنْوينِ و دخولِ الألفِ واللامِ و حروفِ الخفضِ وهي: من وإلى وعن وعلى و في ورُبَّ والباء والكاف واللام وحروف القَسَم وهي: الواو و الباء والتاء ..
* الــــــــــــشَّــرْحُ :
ـ هذا بابُ العلاماتِ التي نستدلُّ بها على اسميةِ الكلمةِ ، و قد ذكرَ الإمامُ أربعَ علاماتٍ ، إذا وجدْنا الكلمةَ قبلَتْ علامةً منها , نقولُ : هذهِ اسمٌ ، و هذهِ العلاماتُ هي :
1ـ الخفضُ
2ـ التَّنوينُ
3ـ دخولُ الألفِ واللامِ
4ـ حروفُ الجَرِّ
وهو : " الكسْرةُ التي يُحْدِثُها عاملُ الجَرِّ في آخرِ الكلمِة " ،،و العواملُ التي تُحْدِثُ الجرَّ ثلاثةٌ : حرفُ الجرِ ، و الإضافةُ ، و التبعيةُ ..
فأمَّا حرفُ الجَرِّ فمن شواهدِهِ : قولُهُ تعالى : " إلى اللهِ مرجِعُكم جميعًا " المائدة : 48 ، فالشَّاهدُ :قولُهُ ( إلى اللهِ ) فالاسمُ العظيمُ " الله " تحتَ آخرهِ كسرةٌ ، من أينَ جاءَتْ الكسرةُ ؟ الجوابُ : جاءَتْ بها " إلى " و هي حرفٌ يعملُ الجَرَّ في آخرِ الأسماءِ ..
و قولُهُ تعالى : " لقدْ رضيَ اللهُ عن المؤمنينَ " الفتحُ : 18 ، فـ ( المؤمنينَ ) اسمٌ مجرورٌ بـ ( عن ) و علامةُ جرهِ الياء لأنَه جمعُ مذكرٍ سالمٌ ، و هنا ناب حرفُ الياءِ عن الكسرةِ ، فالحاصلُ أنَّ حرفَ الجرِّ عاملٌ من عواملِ الجرِّ التي تجلبُ الكسرةَ في آخرِ الكلمةِ ..
و أمَّا الإضافةُ فمن شواهدِها قولُهُ تعالى في أولِّ آيةٍ من كتابِهِ : " بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيمِ " سورةُ الفاتحةِ : 1 ، فالاسمُ العظيمُ " الله " في آخرِهِ كسرةٌ ، والذي أحدثَ الكسرةَ هو الإضافةُ ، لأنَّ كلمةَ " اسم " مضافةٌ إلى الاسمِ العظيمِ ، فالإضافةُ عاملٌ يجلبُ الكسرةَ ،
وأمَّا التبعيةُ : فكالرحمنِ الرحيمِ من البسملةِ " بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ " فإنَّ الرحمنَ نعتٌ ( صفة ) للاسمِ العظيمِ " الله " و قد جاءَ مجروراً كمتبوعِهِ ، فالتبعيةُ تعملُ الجرَّ في آخرِ الأسماءِ ...
وهو :" نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ تلحقُ آخرَ الاسمِ لفظًا و تفارقُهُ خطًّا " ،، فكلُّ كلمةٍ رأيْتَ في آخرِها تنوينًا فقلْ : هذهِ اسمٌ ، و من ذلكَ قولُهُ تعالى : " سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ " يونس : 58 ، فهذِهِ الكلماتُ أسماءٌ بدليلِ أنَّها مختومةٌ بالتنوينِ ، فقولُهُ (سلامٌ ) فإنَّ الميمَ مُنًونةٌ هكذا : مٌ ، وهذهِ ضمتانِ ، الضمةُ الأولى هي علامةُ الإعرابِ و الضمةُ الثانيةُ هي التنوينُ ، و نقولُ : هذا التَّنوينُ الذي نراهُ على حرفِ الميمِ : مٌ ، نسمَّيهِ : النونَ الساكنةَ ، لماذا ؟ لأنْ عندنا نونًا مُتحركةً مثل : رمضانَ ، فهذهِ نونٌ متحركةٌ أي : تقبلُ حركاتِ الإعرابِ ، فنقولُ مثلاً : جاءُ رمضانُ ، وصمْتُ رمضانَ ، ألا ترى أنَّ نونَ رمضانَ جاءَتْ مرةً بالضمةِ لأنَّها فاعلٌ ، و مرةً بالفتحةِ لأنَّها مفعولٌ بهِ ، فهذهِ هي المتحركةُ ، و أمَّا التنوينُ فنونٌ ننطقٌها لفظًا ولا تتحركُ بأيِّ علامةٍ إعرابيةٍ ..
وأمَّا أنَّ نونَ التَّنوينِ زائدةٌ فمعناهُ : أنَّها ليسَتْ من بنيةِ الكلمةِ ، بخلافِ النونِ في قولِهِ تعالى " مالكِ يومِ الدِّينِ " الفاتحة ، فإنَّ النونَ في " الدِّينِ " من بناءِ الكلمةِ ، و لو حذفناها فسد البناءُ و انهدمَ المعنى ، فالتنوين زائدٌ على الأصلِ ، لكنَّ زيادةَ التنوينِ في الكلمةِ تزيدُ في المعنى و هذا بابٌ نتركُهُ لأجلِ ألا نطيلَ ..و أمَّا أنَّ التنوينَ يلحقُ الآخرَ لفظًا لا خطًّا فمعناهُ : أنَّنا ننطقُهُ باللِّسانِ و لا نكتبُهُ نونًا كنونِ رمضانَ و جوعانَ ، لكنْ نعبَرُ عنهُ بضمتينِ أو فتحتينِ أو كسرتينِ : سلامٌ (ضمتانِ ) قولاً ( فتحتانِ ) ربٍّ ( كسرتانِ ) و هكذا في كل كلمةٍ منونةٍ ..
الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني *** والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ
فهذهِ الكلماتُ السَّبُعُ أسماءٌ ، لأنَّها قبلَتْ دخولَ ( أل ) ...