(32) دَوْرَةُ شَرْحِ الآجُرُّوُمِيّةِ :
ـ قالَ ابنُ آجُرُّومَ : والجوازِمُ ثمانيةَ عَشَر، وهي: لَمْ، لَمَّا، ألَمْ، ألَمَّا،ولام الأمر والدعاء، ولا في النَّهيِ والدعاء، واِنْ ، وما، ومَنْ، ومهما، واِذْما، وأَيُّ، ومتى، وأَيَّانَ، وأينَ، وأَنَّى ، وحَيثُمَا، وكيفما، وإذا في الشِّعر خاصة ...
*الشـــــــــــــــــــــــرح:
ذَكَرْتُ مِنْ الجَوَازِمِ حَرْفَيْنِ و هُمَا : لَمْ و لمَّا , و نُكْمِلُ الجَوَازِمَ فنقولُ :
ـ وَأَلَمْ أَلَمَّا..
( ألَمْ ) هي ( لَمْ ) و ( ألمَّا ) هي ( لمَّا ) ، دَخَلَتْ عليهما هَمْزَةُ الاستفهامِ التَقْرِيرِيِّ , كما في قولِهِ تعالى ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) الشَّرح : 1 ، و المُرَادُ بالتقرِيرِ هُنَا هُوَ أخْذُ الإقرارِ من المُخاطَبِ بثبوتِ المعنى المذكورِ و حُصُولِهِ ، و التقديرُ : هل تُقِرُّ يا مُحَمَّدُ بأنَّنا شَرَحْنَا لكَ صَدْرَكَ ؟ فيكونُ الجوابُ بالإثباتِ : بلى ..
و نقُولُ في إعرابِهَا : ألَمْ : الهَمْزَةُ للاستفْهَامِ التَّقْريريِّ ، و لَمْ : حرفُ نفيٍ وجزمٍ و قلبٍ مبنيٌّ على السكونِ لا محلَّ لَهُ من الإعرَابِ ، نَشْرَحْ : فعلٌ مُضارعٌ مجرومٌ بـ ( لَمْ ) و علامةُ جزمِهِ السُّكونُ الظاهرُ على آخرِهِ ، و الفاعلُ ضميرٌ مٍستَترٌ وُجُوبًا تقديرُهُ : نحنُ ، و المرادُ بهِ ربُّ العالمينَ جلَّ في سماءِهِ ..
ـ قالَ في المتنِ : ولامُ الأمرِ و الدُّعاءِ ..
الطَّلَبُ إمَّا أنْ يكونَ من أدْنَى إلى أعلى، وإمَّا أنْ يكونَ من أعلى إلى أدنى ، قالوا : إنْ كانَ من أدْنَى إلى أعلى فهو طلبٌ ، لكنَّه يُسَمَّى مَاذا ؟ يُسَمَّى دُعَاءً، كما في قولِهِ تعالى( لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) الآية ، الأدنَى هم أهلُ النَّارِ و هم يطلبونَ القضاءَ من اللهِ و هو الأعلى, فهذِهِ اللَّامُ لا نُسَمَّيها لامَ الأمرِ ، وإنَّما نسمَّيها لامَ الدُّعاءِ، و قولُهُ تعالى ( لِيُنْفِقْ ذُوُ سَعَةٍ ) هذا من الربِّ الأعلى سبحانَهُ إلى الأدنى وهُمُ البَشَرُ، إذنْ : تُسمَّى لامَ الأمرِ ، حينئذٍ : لامُ الأمرِ والدُّعاءِ شيءٌ مُتَّحِدٌ، وإنَّمَا المُرَاعَي فيهِ هو جهةُ الخطابِ و المخاطبِ ، هذا من بابِ التأدبِ معَ الربِّ سبحانَهُ ...
قالَ تعالى ( وَ لْنَحْمِلْ خَطَاياكُمْ ) العنكبوت : 12 ، فـ (لْنَحْمِلْ ) اللامُ لامُ الأمرِ ،( نَحْمِلْ ) فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلامِ الأمرِ ، و علامةُ جزمِهِ السُّكونُ ، و الفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ : نحنُ ، و قولُهُ تعالى ( وَ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) الحجُّ : 29 ، ( يَقْضُوا ) فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلامِ الأمرِ ، وعلامةُ جزمِهِ حذفُ النُّونِ لأنَّهُ من الأفعالِ الخمسةِ ، ( واو ) الجماعةِ ضميرٌ متصلٌ مبنيٌ في محلِّ رفعِ فاعلٍ ..