(31) دَوْرَةُ شَرْحِ الآجُرُّوُمِيّةِ :
ـ قالَ ابنُ آجُرُّومَ : والجوازِمُ ثمانيةَ عَشَر، وهي: لَمْ، لَمَّا، ألَمْ، ألَمَّا،ولام الأمر والدعاء، ولا في النَّهيِ والدعاء، واِنْ ، وما، ومَنْ، ومهما، واِذْما، وأَيُّ، ومتى، وأَيَّانَ، وأينَ، وأَنَّى ، وحَيثُمَا، وكيفما، وإذا في الشِّعر خاصة..
*الشـــــــــــــــــــــــرح:
قالَ : الجَوَازِمُ , جمعُ جازمٍ و الجزمُ المرادُ بهِ : قطعُ الفعلِ عن الحركةِ و إحلالِ السِّكونِ على الحرفِ الأخيرِ منْهُ , وهذهِ الجوازمُ قسمانِ: الأوَّلِ : ما يجزمُ فعلًا واحدًا: وهيَ أربعةُ حروفٍ :
لَمْ ، وَلمَّا ،ولامُ الأمرِوالدعاءِ (هي شيء واحد ) ، ولا في النَّهي والدُّعاءِ ، هذهِ الأربعةُ تجزمُ فعلًا مضارعًا واحدًا ، والثاني : ما يجزمُ فعلينِ وسيأتي في مَحلِّهِ..
قالَ : لَمْ ، و(لم) حرفُ نفيٍ وقلبٍ وجزمٍ ,جزمٍ لأنَّها تجزمُ ، يعني : تقطعُ الفعلَ عن الحركةَ الإعرابيةِ ، وقلبٍ لأنَّها تقلبُ زمنَ الفعلِ المُضَارعِ من الحالِ والاستقبالِ إلى المُضِيِّ ، نقولُ : لَمْ يأكلْ زيدٌ ، متى؟ في الماضي ، و يأكلُ فعلٌ مضارعٌ زمنُهُ الحالُ أو الاستقبالُ , لكنْ لمَّا دخلَتْ عليهِ ( لَمْ ) تحولَّ زمنُهُ إلى المُضيِّ ، ونفيٍ لأنَّها تنفي وقوعَ الحدثِ ، نقولُ : لمْ يأكلْ زيدٌ ، إذنْ : نفى وقوعَ الحدثِ ..
و مثالُ المضارعِ المجزومِ بـ ( لم ) قولُهُ تعالى ( لَمْ يَلِدْ . وَ لَمْ يُوْلَدْ ) الإخلاص : 3 ، فـ ( لم ) حرفُ نفي و جزمٍ و قلبٍ ، و ( يَلِدْ ) فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ ( لَمْ ) و علامةُ جزمِهِ السكونُ الظاهرُ على آخرِهِ ، و الفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ : هو ، عائدٌ على الاسمِ العظيمِ ( الله ) ، و كذلكَ نقولُ في ( يُوْلَدْ ) ..
ـ قالَ : و لمَّا ، هي نظيرةُ ( لم ) نافيةٌ جازمةٌ تقلبُ الزمنَ مثلها ، قالَ اللهُ :( وَلمَّا يَدْخُلِ الإيمانُ في قُلُوبِكُمْ ) الحجرات : 14 ، فـ ( يَدْخُلِ ) فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ ( لمَّا ) و علامةُ جزمِهِ السُّكونُ ، و حُرِّكَ بالكسرِ منعًا لالتقاءِ الساكنينِ ، إذنْ : لمْ و لمَّا في العملِ سواءٌ ، و لكنْ بينهما بعضُ الفروقِ و منها : أنَّ (لمَّا ) تُؤذِنُ كثيرًا بتوقُّعِ ثبوتِ مَا بعدَها ، فقولُهُ تعالى ( وَلمَّا يَدْخُلِ الإيمانُ في قُلُوبِكُمْ ) الحجرات : 14، أي الآنَ ، و قد يدخلُ بعدَ ذلكَ فهذا مُتَوقَّعٌ ، و هذا بخلافِ ( لم )فالمنفيُّ بها لا يُتوقعُ ثبوتُهُ البتة ..