(28) دَوْرَةُ شَرْحِ الآجُرُّوُمِيّةِ :
ـ قالَ ابنُ آجُرُّومَ : فالنَّواصبُ عَشَرَة :
وهي: أَنْ، ولَنْ، وإذنْ، وكَيْ، ولام كي، ولام الجُحُود، وحتى ،والجواب بالفاء والواو وأو.
*الـــــشّـــــرْحُ :
ذكرتُ النواصبَ الأربعةَ التي تنصبُ بنفسِها و نُكملُ باقي النواصبِ ..
ـ قالَ هنا : ولام كي ..
يعني : يُنْصَبُ الفعلُ المُضَارعُ بلامِ (كَيْ)، هذا على ظاهرِ ما في المَتْنِ وهو مذهبُ الكوفيين، والصَّحِيحُ أنَّهُ منصوبٌ بـ (أنْ) مُضْمَرةٍ جوازًا بعدَ لامِ (كي) بمعنى أنَّ لامَ ( كي) وهي لامُ التَّعليلِ إذا جاءَ بعدَهَا الفعلُ المُضَارِعُ منصوبًا، ما النَّاصبُ لَهُ؟ مذهبُ الكوفيينَ النَّاصبُ اللام بنفسِها و الأصَحُّ أنَّه منصوبٌ بـ ( أنْ ) مضمرةٍ جوازًا ، قالَ تعالى ( لِيَغْفِرَ لكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذّنْبِكَ و ما تَأَخَّرَ ) الفتح : 2 ، ( لِيَغْفِرَ ) اللامُ : حرفُ تعليلٍ وجرٍ ( يَغْفِرَ ) فعلٌ مُضارعٌ منصوبٌ بـ (أنْ ) مضمرةٍ جوازًا بعد لامِ التعليلِ ، فالصَحيحُ أنَّ اللامَ ليسَتْ ناصبةً ، وإنَّما النَّاصبُ مُقَدَّرٌ بعدَ اللامِ ، ( لأنْ يَغْفِرَ )هذا هو الأصْلُ ، وهنا حُكْمُ التقديرِ أوْ الإضمارِ الجوازُ , يعني : (لِيُعَذِّبَ) (لأنْ يُعَذِّبَ)، واللامُ هذهِ لا تكونُ ناصبةً، لماذا؟ لأنَّها جارَّةٌ تَجُرُّ، الْمَالُ لِزَيْدٍ، حينئذ: كيفَ يكونُ العاملُ الواحدُ ( لام التعليل ) تَجرُّ وتنصبُ ؟ هذا ممنوعٌ ، حينئذٍ لابُدَّ من التقديرِ ، وهذا قولُ جماهيرِ النُّحاةِ و هو الصوابُ ..
ـ قالَ هنا : ولام الجُحُودِ ..
والجُحُودُ المرادُ بهِ : النَّفي مُطْلقًا، وضابطُها أنَّها المسبوقةُ بـ (مَا كانَ ، أوْلَمْ يَكُنْ ) ، وبَعْضُهُم يقولُ : (الكَوْنُ المَنفيُّ ) يعني : كانَ التي تقدمَّها نفيٌ ..
قالَ تعالى ( مَا كانَ لِيَأخُذَ أخاهُ في دينِ المَلِكِ ) يوسفُ : 76 ، ( لِيَأْخُذَ ) اللامُ : لامُ الجُحُودِ حرفُ تعليلٍ وجَرٍ ، ( يَأخُذَ ) مضارعٌ منصوبٌ بـ ( أنْ ) المضمرةِ وجوبًا بعدَ لامِ الجحودِ وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ على آخرِهِ ..