(19) دَوْرَةُ شَرْحِ الآجُرُّوُمِيّةِ :

ـ قالَ ابنُ آجُرُّومَ : الذي يُعْرَبُ بالحروفِ أربعةُ أنواعٍ :

المُثَنَّى ، و جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ ، و الأسماءُ الخَمْسَةُ ، و الأفعالُ الخمسةُ وهي :

يَفعَلانِ ، و تَفْعَلانِ ، و يَفْعَلُونَ ، و تَفْعَلونَ ، و تَفْعليْنَ ..


* الشــــــــــــــــــرح :

  •  ثالثاً : الأسماءُ الخَمْسَةُ  ...

الأسْمَاءُ الخَمْسَةُ هي : أبوكَ ، و أخوكَ ، و حموكَ ، و فوكَ ،  و ذومالٍ ، و زادَ نُّحاةِ البَصْرةِ اسماً سادساً على هذهِ الخمس وهو " هَنُ" ، حينئذٍ نقولُ : الأسماءُ الخمسةُ

أو الأسماءُ السِّتةُ و كِلاهما صحيحٌ ، و هذهِ الأسماءُ تُعربُ بالواو رفعاً و بالألف نصباً و بالياء جراً ، و اشترطَ النُّحاةُ لإعرابها بالحروفِ نيابةً عن الحركاتِ ثلاثةَ شروطٍ عامَّة :

*أحدها : أَنْ تكونَ مُفردةً 

* والثاني : مُكبرةً 

*والثالث : مضافةً إلى غيرِ ياءِ المُتكلمِ .

+-أنْ تكونَ مفردةً : وعرَّفْنا المُفرد بأنَّه  "مادلَّ على واحدٍ أو واحدةٍ " ، فلو ثُنيت أُعربت إعراب المثنى،  إذا قيل (هَذَانِ أبَوَانِ) ثنيتَهم ، حينئذ إذا ثنيتَه ألحقتَه بالمثنَّى، يعنى يُعرب إعراب المثنى ، إذا جمعته إما أن تجمعه جمع تكسير وإما أن تجمعه جمع تصحيح يعنى: بواو ونون، فإن جمعته جمع تكسير قلت (آباء)، ( قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤكُمْ) التوبة 24، أعربه بماذا؟ بالضمة ، إذن إذا جُمِعَ جَمْعَ تكسيرٍ أُعرِبَ إعرابَ جَمْعِ التَكْسِيرِ، وجمعُ التكسير سبق أنَّه يعرب بالرفع بالضمة ، و إنْ جُمع بواوٍ ونونٍ حينئذ أُلحِقَ بالجمع المذكر السالم ...

+-الشرط الثاني : أنْ تكونَ مكبرةً ، يعني غيرُ ماذا ؟ غيرُ مُصَغَرةٍ (أُبيّ، أُخيّ، حُميّ، ذويّ)

فإذا صغرْتَ حينئذ أعربْتَ على الأصل بالحركات (هذا أُبيّ) (أُبيّ) خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة على آخره، لماذا لم تُعربْهُ بالواو؟ تقول : لأنَّ الشرطَ مفقودٌ هنا وهو كونها مصغرة، وشرط إعرابها بالواو أن تكون مكبرة (أبو) دون تصغير، إذا قلت (أُبيّ) صغرته،  حينئذ تعربه بالحركات (أُخيّ، ذُويّ، حُميّ) ..

+- الشرط الثالث : أن تكون مضافة ، فلو جُرِدَتْ عن الإضافة  أُعربت على الأصل ،كقوله تعالى : ( إنَّ لَهُ أبًا ) يوسف 78 ، (أبًا) اسم (إنَّ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة على آخره لماذا لم يُنصبْ بالألف ؟ قل لكونِهِ غيرَ مضافٍ ، يعنى:  فقد شرطا من شروط إعراب الأسماء الستة، {وَلَهُ أخٌ} (أخٌ) بالرفع على أنه مبتدأ مؤخر ( فقَدْ سَرَقَ أخٌ) هذه غير مضافة ، وهذا الشرط لبيان الواقع، بالنظر لـ (ذو) (ذو) ملازمة للإضافة، أما (أب، وأخ، وحم، وفم) هذه قد تضاف وقد تقطع عن الإضافة، وأما (ذو) فلا تستعمل إلّا مضافة...

أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم :  فلو أضيفت إلى ياء المتكلم رجعت إلى الأصل وهو إعرابها بالحركات المقدرة، (هَذَا أخِي)، {إنَّ هَذَا أخِي}، {فَألْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أبِي}، (أبِي) هذا يُعرب على ماذا؟ يعرب بالحركات على الأصل، (هَذَا أخِي) , (أخِي) نقول هذا خبر مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها حركة المناسبة ..

هذه شروط عامة في الجميع : أن تكون مفردة، أن تكون مكبرة، أن تكون مضافة ، وأن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم ...

وثَمَّ شرطان خاصَّانِ:

~~شرط خاص بـ (فم) وهو " أنْ يكونَ خالياً عن الميم" يعني لا تتصل به الميم (فم) ، هذا الأصل (فم) إذا جئت وأضفت هذا تقول (فموك) ليس عندنا (فموك)، عندنا (فوك)، و (فموك) هذا لا وجود له في لسان العرب، إذن لابد من فصله عن الميم ، يعني تَحذف الميم تقول (فوك، فاك، فيك) هكذا نطقه العرب ، حينئذ شرطه لإعرابه إعراب الأسماء الستة أن تكون الميم منه قد بانت، يعني فُصلت ..

~~والشرط الثاني المختص بـ (ذو)، وهو من طرفين: "الأول: أن تكون (ذو) بمعنى صاحب"، لأن (ذو) قد تستعمل بمعنى (الذي) في لغة طيء، (جَاءَ ذُو قَامَ أبُوهُ) يعني (الذي قام)، هذه ليست داخلة معنا، وإنما التي تفسر بمعنى صاحب (وإنَّه لَذُو مَالٍ)يعني صاحب مال، (زيدٌ ذُو عِلمٍ) يعني صاحب علم، (ذُو جَاهٍ) يعني صاحب جاه، هذا الشرط الأول :
أن تكون (ذو) بمعنى صاحب، احترازا من (ذو) الطائية، فإنها مبنية، فتكون بمعنى (الذي) وهي من الأسماء الموصولة ، الشرط الثاني المتعلق بـ(ذو) أن يكون المضاف إليه اسم جنس ظاهر، ظاهر يعني ليس مضمرا، يعني (ذو) لا تضاف إلى الضمير، إنَّمَا يَعْرِفُ ذَا الْفَضْلِ مِنَ النَّاسِ ذَوُوهُ ، قالوا هذا الشاهد لأنه أضيف إلى الضمير، اسم جنس، المراد بالجنس
 هنا ما يصدق على القليل والكثير، ما يصدق على القليل والكثير، يعني (مال) الريال مال، والمليار مال، إذن لفظ (مال) صدق على القليل والكثير، هذا يسمى ماذا؟ يسمى اسم جنس، (عِلْم) المسألة يطلق عليها أنها علم، واستيعاب الكتب الطوال يسمى علما، إذن لفظ (العلم)
نقول :هذا جنس، الذي تضاف (ذو) إليه هو هذا النوع، أن يكون جنسا، وضابطه أنه يصدق على القليل والكثير ، كالعلم والمال والجاه ونحو ذلك، إذن ثلاثة شروط عامة ، وثم شروط خاصة بـ (الفم) وهو خلوه من الميم، وثم شرط خاص بـ (ذو) وهو من طرفين:
أن تكون (ذو) بمعنى الصاحب، وألّا تضاف إلّا إلى اسم جنس ظاهر، والمراد بالظاهر احترازا من الضمير، فلا يقال (ذووه) أو (ذُوْهُ)بإضافة إلى الضمير فإنه ممتنع.
و مثال ما اجتمعت فيه شروط الأسماء الستة قوله تعالى :
( وَأَبُونَا شَيْخُ كَبِيرٌ ) يوسف 23 ، فـ ( وأبونا ) الواو حالية ، و أبونا : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنَّه من الأسماء الستة ، و نا : مضاف إليه ، شيخ كبير : خبران ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة