يقول السائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم من سافر الى اوربا وطلب اللجوء ويأخذ من المال كمعونه ويقيم أيضا بأوربا علما انه خرج من سوريا ؟
أرجو الإجابة شيخنا الكريم
الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الذي تقرره الشريعة هو حرمة الإقامة في بلاد الكفر لقوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً إلا المستضعفين) النساء : 97 ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين» ولأحاديث أخرى في ذلك ، ولإجماع المسلمين على وجوب الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ، فالأصل إذن هو حرمة الإقامة في بلاد الكفر و حرمة الهجرة إليها ..
أما في حال بلاد المسلمين اليوم ، فإن بلاد المسلمين قد تسلط عليها عصابات مجرمة تحكمها بغير شريعة الله تعالى ، فتحولت إلى ديار طرأ عليها الكفر ، وصارت حربا على الله ورسوله و عباده ، لا يأمن المسلم فيها على نفسه ودينه ، بل المسلم الموحد إما قتيل أو أسير ، فإذا كان الحال كذلك ، فالواجب أن يلتحق المسلم بساحات الجهاد والنزال ، و أن يلتحق بإخوانه المجاهدين ، فإذا تعذر عليه الهجرة إليهم ، و لم يتمكن من اللحوق بهم ، جاز له الفرار بنفسه إلي بلد كفر يأمن فيها على نفسه ،
بشرط أن يتعلم من دينه ما يحمي به نفسه من الشبهات والشهوات التي قد تعصف بدينه في تلك البلاد ، و يحاول جاهدا أن يسكن بين الجاليات المسلمة في تلك البلد ، فإنه بذلك يحمي نفسه قدر المستطاع ، و أما المال الذي يأخذه كمعونة من تلك البلد فلا حرج فيه إن أخذه دون شرط ، كأن يلتزم بأمور هي حرام أو كفر ، بل مجرد أخذ مال دون الوقوع في حرام أو كفر في شريعتنا ، و الله تعالى أعلى و أعلم ..
كتبه / أبو زياد النحوي