يقول السائل :
أخي سؤالي : هل التكفير من أصل الدين أم من لوازمه ؟ وما الذي يترتب عن هذه المسألة ؟ نريد جواباً كافياً مسند بالادلة من الكتاب والسنة وأقوال الائمة
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الجواب عن هذه المسألة أن نقول :
تكفير المشركين من الأصول التي قررتها الشريعة و جاءت بها ، بل ما جاء نبي ولا رسول إلا بدعوة الخلق إلى عبادة الله وحده و ترك عبادة ما سواه ، وتكفير من عبد غير الله تعالى ، يقول الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله :
« فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله « الأنبياء أولاد علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » ".اهـ تفسير نظم الدرر (ج2،ص446)
ولكن الذي أقرره أننا لا نقول إن تكفير المشركين من أصل الدين ولا من لوازمه ،
بل نقول : تكفير المشركين من الأصول التي قررتها الشريعة ، و كذلك نقول :
التكفير حكم شرعي لا يثبت إلا بنص أو إجماع ، و نقول أيضا :
نحن لا نكفر أحدا من المسلمين ولا عوامهم كما يفعل غلاة التكفير ، بل لا نكفر إلا بما أجمع العلماء على التكفير به ،
فلا نكفر بالظن ولا بالتشهي ، و موقفنا واضح ظاهر جدا لكل من يعرفنا و يسمع لنا ، و موقفنا من قاعدة من لم يكفر الكافر معلوم ، و أن لها ضابطا ذكره العلماء الذين نقولها وهو :
أن التكفير بها يكون من جهة رد النص وتكذيبه بعد العلم به ، وبحال من تلبس بالكفر ، إلا أن تكون صورة المسألة مما لا يسوغ فيها ذلك ، فإننا نطلق القول بالتكفير ابتداء ، على كل حال هذا جواب مختصر ، و لعل الله ييسر لنا إتمام بحث مؤصل في تفصيل هذه المسألة والله أعلم ...
كتبه / أبو زياد النحوي