يقول السائل :
السلام عليكم ورحمة الله
ما الفرق بين صلاة القيام والشفع والوتر ؟
وكم عدد ركعات القيام وما هو الحد الأدنى لها ؟ جزاكم الله خيرا
الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
قيام الليل هو صلاة نافلة شرعها الله تعالى لعباده يتقربون بها إليه عز جلاله .
تبدأ صلاة الليل أو قيام الليل من بعد صلاة العشاء إلى قبيل أذان الفجر ، و هي سنة مستحبة في مذهب جمهور الفقهاء ، وذهب بعض التابعين إلى وجوب قيام الليل كما ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري و ابن عبد البر في التمهيد ولكنه قول ضعيف ، فالصواب هو الاستحباب .
و أما كيفية صلاة الليل فإنها تصلى مثنى مثنى ، يعني نصلي ركعتين ونسلم و ركعتين ونسلم وهكذا ، و ليس لها عدد محدد ، بل يصلي المرء ماشاء و الله يتقبل بكرمه و فضله ، وقد ثبت في حديث ابن عمر ما يبين كيفية صلاة قيام الليل ، ففي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلاً سال النبي صلى الله عليه وسلم كيف صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى. رواه البخاري. يعني : ركعتين ويسلم ، فلو أراد المزيد صلى ركعتين كما قد ذكرناه ...
- و أما صلاة الوتر فهي ختام قيام الليل و جزء منها و تكون في آخرها ، و أما حكم صلاة الوتر ، فقد فقد ذهب أبو حنيفة و طائفة من العلماء إلى وجوب الوتر ، و ذهب مالك و الشافعي و أحمد في المشهور عنه إلى أن الوتر سنة مستحبة وهو الأقرب ، و أما كيفية صلاة الوتر فنقول :
أقله ركعة واحدة بتشهد وسلام لما رواه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلاً سال النبي صلى الله عليه وسلم كيف صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة" الحديث.
و يجوز أن يوتر بثلاث ركعات متصلات ، لكن بتشهد واحد في الثالثة ، أو يصلي ركعتين ويسلم ثم واحدة ويسلم ، و يجوز أن يصلي الوتر خمس ركعات بتشهد واحد ، أو سبع ركعات بتشهد واحد ، وإن أوتر بتسع ركعات جلس بعد الثامنة فتشهد، ثم قام قبل أن يسلم فيصلي التاسعة، ثم يتشهد ويسلم، وقد ثبتت هذه الصور في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها و من ذلك :
قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوتر. رواه البخاري.
ورواه مسلم بلفظ: كان يصلي صلاته بالليل وأنا معترضة بين يديه فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت.
وروى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها.
وروى عنها حين قال لها سعد بن هشام بن عامر: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله، ويحمده، ويدعوه، ثم يسلم تسليماً يسمعناً.
وعلى هذا فالفرق بين قيام الليل و الوتر يكون في شيئين :
الأول الحكم : فالوتر أوجب من صلاة الليل ، حتى قال الإمام أحمد : من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل له شهادة . انتهى ..
و أما قيام الليل فهو سنة مستحبة
و الثاني : الصفة ، فصفة قيام الليل أن نصلي ركعتين ركعتين ، و أما الوتر فأقله ركعة و أكثره إحدى عشرة ، وذلك على الصفة التي ذكرناها ..
و أما الشفع فهو الركعتان قبل ركعة الوتر ، فقد روى ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفصل
بين شفعه ووتره بتسليمة ، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك . قال الحافظ في الفتح (2/482) : إسناده قوي .
وهذا الحديث يدل على أن المراد بالشفع الركعتان قبل ركعة الوتر ، هذا جواب مختصر و الله أعلم ...
كتبه / أبو زياد النحوي