*الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين

و الدليل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )  المائدة : 15 ..

- هذا الناقض يتعلق بمسألة واحدة وهي :

     مساعدة أهل الكفر و إعانتهم على أهل الإسلام ، و قد بينت حكم الله في ذلك وهو الكفر والردة المغلظة ، و لو نظرتم في واقع الأمة لعرفتم يقينا أن الدول المسماة بالإسلامية قد وقعت في الكفر والردة لأنها تساعد وتعين الكفار والمشركين على المسلمين ، فالدولة السعودية و الكويتية و الإماراتية و القطرية و التركية والمصرية ، كل هؤلاء أنظمة كفر وردة ، لأنهم جميعا كلاب حراسة لأسيادهم من اليهود والأمريكان ، يحرسون مصالحهم و يساعدونهم بالمال والسلاح و الجند في حروبهم على الدولة الإسلامية في العراق والشام ، و حتى لو قال بعض الناس إن الدولة الإسلامية خوارج ، فمن أعان الكفار المشركين على الخوارج فقد كفر وارتد ، لأنه يقوي شوكة أهل الكفر و يمكنهم من رقاب المسلمين و من هتك أعراضهم و قتل أطفالهم وشيوخهم ، طيب : هذا قلناه في المقال السابق بما يكفي ويوضح ،نريد أن نتوسع شيئا قليلا في هذا الناقض للأهمية فنقول :

     -هذا الناقض يتعلق بباب «الولاء والبراء » فما معنى الولاء والبراء ؟ 

     - و الجواب أن نقول : 

*أما الولاء فهو : المحبة و القرب والنصرة ، فالمسلم يجب عليه أن يحب و يقترب و ينصر أهل دينه و ملته كما قال تعالى (  إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) المائدة : 55 ، فالذي يواليه و ينصره المسلم هو الله سبحانه و رسوله - صلى الله عليه وسلم - و المؤمنون وهم أهل الإسلام والإيمان ، وهذه هي المحبة في الله وهي أطهر وأقوى الروابط كما قال الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - « أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله » رواه أحمد عن ابن مسعود ..

 * و أما البراء فهو : البغض والكراهية و الجتناب ، وقد يصل إلى حد القتال بحسب ضوابط الشريعة ، فالمسلم يجب عليه بغض وكراهية و اجتناب كل أهل الكفر والشرك ، كاليهود والنصارى و المجوس والروافض و الصوفية والديمقراطيين و الوطنيين واللييراليين و الاشتراكيين ، كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ ) الممتحنة : 1 ، هذا نداء من الله لكل من آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - يقول الله : لا تجعلوا عدوي وعدوكم قريبا إليكم ، حبيبا إلى قلوبكم ، تواكلونهم و تشاربونهم و تسرون إليه بأسراركم ، و تطلعونهم على عوراتكم ، وهم قد كفروا بالحق الذي آمنتم به ، أنتم آمنتم بالله ربا ومعبودا و هم كفروا به ، فكيف توالونهم ؟! أنتم آمنتم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا و إماما ، وهم كفروا به ، فكيف توالونهم ؟! أنتم آمنتم بالإسلام دينا ، وهم كفروا به ،فكيف توالونهم ؟!

- ولذلك قال ربنا سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ) نهي عام وتحريم أكيد لموالاة اليهود والنصارى ، فلا يحل لمسلم ولا مسلمة ، محبة كافر و كافرة ، ولا أن تكون بينهم صداقة و صحبة ولا مواكلة و مشاربة ، كل ذلك حرام و من كبائر الذنوب ومنه ما هو كفر وردة و سيأتي مفصلا ، إذن : هذا معنى الولاء والبراء مختصرا ..

- و العلماء يذكرون في باب الولاء والبراء أمورا من ارتكبها يحكمون بكفره وردته ،و يسمونها « الموالاة الكبرى » ، سنذكر منها أهمها و أشهرها فنقول :

     1- محبة الكفار والثناء عليهم وعلى دينهم : وهذا نراه كثيرا في الطبقات التي يسمونها « النخبة المثقفة » مثل أهل الفن والسياسة والقانون ، هؤلاء يرون أن الحضارة الغربية ما قامت و ما تقدم الأوروبيون إلا لأنهم عزلوا الدين عن الحياة و جعلوه في الكنيسة ، و ينظرون إليهم نظرة إجلال واحترام ، ويصفونهم بالرقي والتنوير والتقدم ، و يقلدونهم في كل شئ ، و يرون شريعة الإسلام مصدر الجهل والرجعية والظلام ، ومن الرموز التي دعت إلى الاقتداء بالأوروبيين الشيخ الفاسق رفاعة طهطاوي و قاسم أمين و غيرهم كثير ، فمن كان مفتونا بحضارة همج أوروبا ، يثني عليهم ، و يعظمهم ، و يراهم أهل الرقي والتمدن ، فلا شك في كفره وردته ...

    2- مساعدتهم الكفار في حربهم على المسلمين بالمال والسلاح والمشورة ، وهذا تكلمنا عنه فلا نعيده ، ولكن أشير إلى الدكتور أحمد زويل الذي قام بتطوير وتحديث  منظومة السلاح اليهودي بعبقريته الفذة وبعلمه الذي باعه لخصوم الإسلام ، فمثل ذلك كفر وردة ، ولكن القوم جعلوه بطلا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

 هاتان صورتان و نكمل في المقال القادم ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة