*(18) الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين :
و الدليل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (51)...
- هذا هو الناقض الثامن من نواقض الإسلام ، و هو من أشد أنواع الكفر والردة ، ولذلك العلماء يجعلونه من الردةالمغلظة ، التي لا ينفع معها توبة ، بل حكم من وقع فيه هو الكفر والقتل ..
- هنا نقول : مظاهرة المشركين ، ما معنى ذلك ؟ يعني : أن تكون لهم ظهرا و سندا وعونا على أهل الإسلام ، فتعينهم بالمال و بالسلاح و بالرأي و المشورة ..
- هذه هي الموالاة التي حرمها الله تعالى بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ) يعني : لا تحبوهم و لا تقربوهم و لا تحترموهم ، ولا تخالطوهم و لا تكونوا لهم سندا وعونا ، و لا تكونوا سببا في قوة شوكتهم ، ثم قال سبحانه ( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) يعني : اليهود و النصارى يتولى بعضهم بعضا و يناصر بعضهم بعضا ، ويعين بعضهم بعضا ، فهم يد واحدة عليكم يا أهل الإسلام ..
-ثم حكم الله تعالى على من يكون لهم وليا أو مناصرا أو معينا بأنه كافر مثلهم فقال ( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) يعني : هو كافر مثلهم ، وهذا قول عامة أهل التفسير، وقد نقل أبو محمد بن حزم الإجماع على كفر وردة من كان سندا وعونا للمشركين على أهل الإسلام في كتابه « المحلى » الجزء 11 صفحة 138 ، عند تفسير قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) و كذلك ابن القيم في أحكام أهل الذمة الجزء 1صفحة 195،و هناك رسالة للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب بعنوان : « الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك » ذكر فيها أكثر من عشرين دليلا على تحريم موالاة أهل الإشراك و كون ذلك من الكفر والردة الصريحة ..
- إذن : موالاة اليهود والنصارى و المشركين كفر صريح بنص القرءان ، طيب : هل الأمة وقعت في هذا الأمر ؟نعم ، وقعت الأمة بكل مستوياتها في موالاة أهل الكفر والشرك ، والتاريخ يشهد..
- سئل الشيخ أحمد شاكر محدث مصر عن حكم التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون فقال : التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كثر ،فهوالردة الجامحة والكفر الصراح ، لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأول ، هذه الفتوي ذكرها في رسالة « كلمة حق » للشيخ رحمه الله..
- وهذه الفتوى تخص ما حدث من بعض المصريين من التعاون مع الإنجليز في أيام احتلالهم العسكري لمصر ، فقد كان منهم الجواسيس لصالح الإنجليز و منهم من يجلب النساء للإنجليز و يبيع لهم الطعام و ما يحتاجونه ، وكل ذلك محرم و يكون كفرا في حالته هذه ..
- و كذلك أفتى العلامة التسولي بكفر من يتعاون من الفرنسين في الجزائر ويجلب لهم الخيل والطعام و يدلهم على عورات المجاهدين و المسلمين ، وكان ذلك في سؤال الأمير عبدالقادر الجزائري له ..
- و من صور مظاهرة الكفار أيضا :
المساندة و المعاونة التي قامت بها الدول العربية لصالح أمريكا في حملاتها الصليبية على أهل الإسلام في أفغانستان و العراق ، و كذلك في حرب المجتمع الدولي بقيادة أمريكا على أهلنا في الموصل و الرقة ، الدول العربية تشارك بكل ما تملك ، بالمال والسلاح و الجنود ،حتى أراضيهم صارت قواعد ومعسكرات التحالف الصليب العالمي .
فاللهم نصرك ..