*(17) الناقض السابع : السحر ، فمن فعله أو رضي به كفر :
و الدليل قوله تعالى : (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) البقرة : 102..
- هذا هو الناقض السابع من نواقض الإسلام وهو من أكثر الأمور التي تستعمل لإيذاء الخلق في أبدانهم و أزواجهم و أولادهم ، نعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن ..
- قصة السحر تبدأ بأن يتقرب الإنسان لشيطان الجن ببعض الأمور التي من خلالها يصير الشيطان خادما له و مطيعا لأوامره في إيذاء الخلق ..
- و من الأمور التي لابد أن يقدمها الإنسان حتى يكون الشيطان خادما له و منفذا لأوامره ، و حتى يصير ساحرا :
أن يجعل المصحف في قدميه ويدخل به الخلاء ، ومنهم من يكتب آيات من القرآن بالقذارة ، ومنهـم مـن يكتبها بدم الحيض ، ومنهم من يكتب آيات من القرآن على أسفـل قدميه ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة ، ومنهم من يصلي بدون وضوء ومنهم من يظل جنبا، ومنهم من يذبح للشيطان فلا يذكر اسم الله عند الذبح ويرمي الذبيحة في مكان يحدده له الشيطان، ومنهم من يخاطب الكواكب، ويسجد لها من دون الله ، ومنهم من يعاشر أمه أو ابنته، ومنهم من يكتب ألفاظا غير عربية تحمل معانٍ كفرية.
- إذن : خدمة الشيطان للإنسان و تنفيذ أوامره و إعانته على إيذاء الخلق ، لا ينالها الإنسان إلا بإرضاء الشيطان و ارتكاب الكفر والشرك بالله ، حتى يعينه الشيطان و يقدم له ما يريد ،
و أكثر السحرة قربا من الشيطان هم أشدهم كفرا بالله و شركا به و انتهاكا للمحرمات ..
- العلماء يقولون في تعريف السحر : هو رقى وتعاويذ وطلاسم ، تؤثر في القلوب و الأبدان فتكون سببا في المرض أو القتل ، وتفرق بين المرء وزوجه ..
- هذه التعاويذ و الرقى يقرؤها الساحر و بها يستدعي خادمه من الجن و يطلب منه ما يريده من الأمور التي يقع بها الأذى على الإنسان بإذن الله و تقديره ..
- قد يكون السحر بالتخييل ، كما قال تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طـه:66 ، فالحبال و العصي التي
ألقاها سحرة فرعون ، رآها الناس حيات و ثعابين تسعى ، و هي ليست كذلك ، لكن السحرة لهم قدرة على التمويه و قلب صورة الأشياء باستخدام الجن والشياطين ..
- و قد يكون السحر بالتفريق بين الزوجين ، كما قال تعالى ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) البقرة: 102 ، بعض الناس لا شغل إلا إيذاء الخلق ، فيذهبون للسحرة و يدفعون المال ويطلبون ما يسمونه : « العمل » و هو سحر التفريق بين الزوجين ، فيسخر الساحر خادما من الجن ويأمره ببعض الأشياء التي تؤدي إلى كراهية الزوج لزوجته و العكس ، و منها :
النفخ ، ينفخ في أنف الرجل أثناء حديثه مع زوجته ، فيشم ريحا كريها ، و يصورها له في صورة قبيحة ، فينفر منها و لا يطيق القرب ، و تنشأ بينهما حالة من كره المعاشرة والجماع ، ولو تم ذلك ، فلا لذة فيه ، و يغضب الرجل لأتفه الأسباب ، و يبغض وجوده في بيته ، وهذا كله يفضي إلى الطلاق وخراب البيوت والعياذ بالله ..
- وهناك سحر العشق ، يتسلط الجن على المرأة و يعاشرها في منامها حقيقة ، كأنها تحتلم ، وهذا له أسباب و منها :
أن المرأة تغتسل ولا تذكر الله قبل دخول الحمام ، و الجن يرى جسد الإنسان حقيقة في الخلاء ، لذلك ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنن ابن ماجة من حديث على « ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم ، أن يقول أحدهم بسم الله » الحديث ، فلو أن المرأة قالت بسم الله على باب الخلاء بصوت مرتفع فإن الجن لن يراها ولن يمسها بسوء ، و لو تركت التسمية فإنه يراها و يعبث بجسدها كله دون أن تراه أو تحس به ..
ومن أسباب ذلك : أن تتعرى المرأة بكل جسدها في حال جماع الزوج ، وهذا غلط و خطأ جسيم ، يجب ان تستر جسدها وكذلك الرجل ،
و من أسباب ذلك : ارتكاب المعاصي والمنكرات ، لو أن المرأة ترتكب ما حرمه الله من الفجور ، فإن الجن يدخل إليها في حالة ضعفها هذه ..
- وهناك سحر الجنون و إتلاف العقل ، كما فعلت مملكة آل سلول هدم الله عروشها و سلط عليها من ينزع منها ملكها ، أقول : كما فعلوا مع العالم المجاهد عبدالعزيز الطويلعي ، فإنهم سحروه حتى كان يكلم النمل - تقبله الله - ثم أعدموه ..
- على كل حال : السحر هو إيذاء للخلق يقوم به السحرة بالاستعانة بالجن والشياطين ..
- و الساحر حكمه الكفر والقتل ولا توبة له إذا قدر عليه ، لأن ردته مغلظة ، وحتي لو تاب فإنه يقتل ، إلا لو تاب قبل القدرة عليه تصح منه التوبة ..
- والدليل على كفره قوله تعالى ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) قال الحافظ في "الفتح": " فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين ( إنما نحن فتنة فلا تكفر ) فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا وهذا كله واضح ..
- وكذلك من ذهب للساحر يكفر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد