*كلمة التوحيد لا إله إلا الله :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
نبدأ في شرح وبيان معنى لا إله إلا الله ، فنقول مستعينين بالله وحده : لا إله إلا الله تسمى كلمة التوحيد، وسبب ذلك أنها تدل على وحدانية الله في ذاته وصفاته وأفعاله ، و معنى ذلك :
- أنك إذا قلت « لا إله إلا الله » فأنت تنكر تعدد الآلهة ، لأن النصارى يقولون بتعدد الآلهة ، فعندهم آلهة ثلاث : الله ، وعيسى ، ومريم ، كما حكاه عنهم القرءان (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة : 73 ، فذكر الله تعالى عقيدتهم بتعدد الآلهة ، ثم أنكرها وكذبها بقوله ( وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ) يعني : لا وجود لهذه الآلهة المتعددة ، بل هو إله واحد سبحانه ، إذن : أنت بقولك لاإله إلا الله تقر بأن الله هو الإله الواحد ، وتنكر ما يقوله النصارى من تعدد الآلهة .
- وكذلك قولك لا إله إلا الله ينفي ما تقوله المجوس ، فإنهم يقولون أيضا بتعدد الآلهة ، فقد جعلوا للكون إلهين ، إله النور والظلمة ، ونحن نقول بأن للكون إلها واحدا متفردا بالذات والصفات، قال تعالى :( وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ) النحل : 51 ، فهذه عقيدة المجوس ، و هي عقيدة باطلة ..
- وكذلك أنت بقولك لا إله إلا الله تنكر عقيدة الفراعنة الوثنية ، فإن الفراعنة يؤمنون بتعدد الآلهة ، ولذلك نقول : هذه المعابد الوثنية في مصر ، و مافيها من أصنام وتماثيل ، هذه تعبر عن الوثنية الفرعرنية ، و يجب أن نكفر بهذه الفرعونية الوثنية ، فلا تنسب نفسك أيها المسلم للفراعنة ، بل انسب نفسك للإسلام ..
- و كذلك أنت بقولك لا إله إلاالله ، تقر بأن الله واحد في صفاته ، فلا أحد من المخلوقين يشبه الله تعالى في ذاته وصفاته كما قال تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى : 11 ، يعني : ليس أحد يشبه الله تعالى من خلقه ، وهذا فيه رد على عقيدة اليهود ، فإنهم يشبهون الله بخلقه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
- وكذلك أنت بقولك لا إله إلا الله ، تقر بأن الله هو المتفرد بأفعال الربوبية وحده ، فلا خالق ولا رازق إلا الله وحده ..
- حينئذ نقول :
سميت لا إله إلا الله كلمة التوحيد :
* لأنها تدل على وحدانية الله في ذاته وصفاته وأفعاله ...
* وكذلك لا إله إلا الله تسمى كلمة الإسلام ، لأن الكافر لا يدخل في الإسلام إلا بالنطق بها ، و هذا بإجماع العلماء ، فالتلفظ بالشهادتين شرط في صحة الإسلام .
* وكذلك لا إله إلا الله تسمى كلمة الإيمان ، لأن الذي ينكرها و يستكبر عنها نحكم بكفره وعدم إيمانه ، فهي أساس الملة والديانة .
* وكذلك لا إله إلا الله تسمي العروة الوثقى ، يعني : الرباط الوثيق الشديد القوي ، فمن اعتصم بها بالقول والعمل والاعتقاد فهي منجيته من الكفر والشرك ومن عذاب الله .
