*أقسام الإكراه : الإكراه غير الملجئ :
(2) الإكراه غير الملجئ :
هو كل إكراه لا يؤدي إلى قتل النفس أو تلف جزء منها بضرب أو حرق ، و هذا النوع ينتفي معه الرضا ، فلا يكون الإنسان راضيا به ، بل هو كاره له ، لكن لا ينتفي معه الاختيار ، فالإنسان يتمكن معه من عدم فعل الكفر أو قوله ، و يتمكن من الصبر على الأذى ،إذن : هو مختار لشئ فيه أذى يقع عليه ، لكنه يطيق تحمل ذلك الشئ ، و مثال ذلك : رجل قيل له اشتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو نأخذ بعض مالك ، أو نضرب عشرين جلدة ،أو نحبسك شهرا ، هنا يستطيع الانسان تحمل هذه الأمور ، ولن تؤدي لقتله أو تلف جزء من جسده .
ومن ذلك الحالة التي يختار فيها الإنسان أخف الضررين مثل حال شعيب عليه السلام مع قومه إذ خيروه بين العودة إلى الكفر أو الخروج من قريتهم. « قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ »[سورة الأعراف: 88-89].
قال الأصوليون في الإكراه غير الملجئ :وهو التهديد أو الوعيد بما دون تلف النفس أو العضو، كالتخويف بالضرب أو القيد أو الحبس أو إتلاف بعض المال، وهذا النوع يفسد الرضا، ولكنه لا يفسد الاختيار لعدم الاضطرار إلى مباشرة ما أكره عليه لتمكنه من الصبر على ما هدد به.. ذكره البزدوي و الزيلعي وغيرهما