صفوة القول في معاني سورة البينة:
نذكر في هذا المقال ما اشتملت عليه سورة البينة من المعاني و العلوم والمعارف فنقول :
1- تقسيم الناس إلى فريقين :
*الأول : شر البرية : وهم اليهود والنصارى و المشركون، و قد حكم الله عليهم بذلك لأنهم كفروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم و لم يؤمنوا به نبيا ورسولا، وينبني على ذلك أن كل من كفر بالله وأشرك به، فإنه يلحق بهؤلاء و نحكم عليه بأنه من شر البرية ، و من هؤلاء أنظمة الكفر كلاب حراسة اليهود والنصارى، و منهم جماعات الديمقراطية و الإسلام السياسي، و الليبراليون و الاشتراكيون و سلفية ولاة الأمور و علماء السلاطين المحرفين لكتاب الله العابدين للطواغيت، و منهم الوسط الفني المستخدم في محاربة الله ورسوله و الاستهزاء بشريعته و أهل دينه و ملته.
*والفريق الثاني :خير البرية : وهم أهل الإيمان و الإسلام والتوحيد، أتباع الرسل و الأنبياء، والمجاهدون و العلماء الربانيون، و كل من سار على هدي محمد صلى الله عليه وسلم و نصره و جاهد في الله حق جهاده.
2- بيان جزاء الناس يوم القيامة على أعمالهم، فخير البرية في جنات عدن خالدين فيها، و شر البرية في جهنم خالدين فيها.
3- بيان أن سبب كفر الخلق و ضلالهم ليس عن جهل وقلة علم، و إنما عن هوى وتمرد على الله عز و جل، فإن اليهود والنصارى جاءتهم البينة الواضحة التي لا غموض فيها و لا لُبس، و مع ذلك كفروا بها، و البينة هي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
4- بيان أن هذه الأمة فيها شبه من اليهود والنصارى، لأنها ضلت و فسدت عن علم لا عن جهل.
5- التصريح بكفر اليهود والنصارى، فقد سماهم الله أهل كتاب ثم حكم بكفرهم.
6- أن تسمية اليهود والنصارى بأهل الكتاب ليس من باب التشريف ولا التكريم، كيف وقد حكم بأنهم شر البرية ؟! و إنما من باب التعريف بأنهم نزل فيهم كتاب من عندالله.
7- معرفة حجم الكارثة الكبرى التي حلّت بديار المسلمين، فإنه قد تسلط عليهم علماء ودعاة و شيوخ لا يكفرون اليهود والنصارى، بل يحكمون لهم بالإيمان، و بعضهم يقول : نعذرهم بالجهل !! فيا محنة الإسلام من دعاة على أبواب جهنم!
8- بيان أن دين الأنبياء واحد، و أنه عبادة الله وحده لا شريك له، و أن عماده الصلاة والزكاة.
9- بيان أن القرءان مطهر من كل باطل.
10- بيان أن القرءان فيه موضوعات قيمة نافعة، فكيف نغفل عنه ونهجر مدارسته؟
و أخيرا : هذه بعض الخواطر لا كلها ، وإلا فسورة البينة كنز عظيم ، ممتلئ بالعلوم و المنافع و الفوائد ، فاعتنوا بها.